بعد يوم واحد فقط من التهدئة ورفع نقاط المسلحين وخروجهم من مدينة الحبيلين بردفان وانتشار دوريات الأمن العام مساء الثلاثاء عاد المسلحون، صباح الأربعاء للانتشار في المدينة وأعادوا النقاط التي كانوا رفعوها بل وكثفوا من عددها، حيث أصبح عدد النقاط على مداخل مدينة الحبيلين خمس نقاط، الأولى عند منطقة البويب بالملاح والثانية في منطقة الجدعاء والثالثة قبالة محطة الحمراء للمحروقات هذا عند المدخل الجنوبي وأما في المدخل الشمالي فتوجد نقطتان الأولى عند مفرق يافع والثانية باتجاه طريق الضالع. وعزا المسلحون عودتهم إلى المدينة وإعادة النقاط إلى أن الحصار المفروض على ردفان لم ينته والنقاط العسكرية في العند وبله والضالع لم يتم رفعها. تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تواصل اللجنة المكلفة بتهدئة الأوضاع في ردفان حواراتها لإنهاء الأزمة حيث التقت عصر اليوم محافظ لحج "محسن النقيب". كل هذه الأحداث ومناطق ردفان لا تزال تحت الحصار المطبق الذي يدخل يومه الحادي عشر حيث مازالت النقاط العسكرية تمنع مرور السيارات من وإلى ردفان في الضالع والعند كما يعاني مئات المسافرين من تعسف جنود النقاط في منطقتي العند وبله والذين لا يسمحون لهم بالمرور وإن سمحوا بالمرور فمشياً على الأقدام حتى للنساء والأطفال والمرضى, كما يقوم الجنود بأخذ مبالغ مالية باهظة من بائعي القات مقابل السماح لهم بالمرور باتجاه عدن. وفيما يخص الوضع الإنساني داخل ردفان فالمنطقة تفتقر إلى كثير من الخدمات نتيجة الحصار المفروض عليها منذ إحدى عشر يوماً فالمواد الغذائية شبه منعدمة وكذلك الخضروات والفواكه بالإضافة إلى انعدام وقود السيارات (( البترول والديزل )) ولم تعد مدينة الحبيلين بحالتها الطبيعية حيث أن معظم المحلات التجارية فيها مغلفة منذ بدأ الأزمة حتى أعداد المتسوقين في سوق المدينة قل بشكل كبير فلا ترى فيها إلى قلة قليلة من الناس, وكانت معظم الأسر قد نزحت من المدينة مع بداية الأزمة خوفاً من تجدد الاشتباكات أو قصف المدينة من قوات الجيش. وفي تطور لاحق أفادت مصادر محلية أن شخصاً أصيب برصاص جنود أحد النقاط العسكرية بسائلة بله بالملاح صباح الأربعاء إثر مشادة كلامية بينه وبين الجنود قام بعدها جنود النقطة بإطلاق النار عليه. الحراك الجنوبي بردفان استنكر الحصار المفروض على المنطقة ودعا أنصاره للخروج في مسيرة كبيرة للاستنكار والتنديد بالحصار وللمطالبة بفك برفع النقاط العسكرية وفك الحصار عن ردفان.