سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سياسيون: المشترك مثَل إنجازا هاما في إنهاء الصراعات السياسية وحماية ورعاية الديمقراطية أكدوا أنه أصبح قطبا سياسيا يصعب تجاوزه، وأن تجربته محط إعجاب الداخل والخارج.. في ندوة سياسية:
أكد سياسيون وأكاديميون أن تكتل أحزاب اللقاء المشترك "أصبح قطبا سياسيا يصعب تجاوزه اليوم " ، وقالوا " إن قيام هذا التكتل التاريخي شكل نقلة سياسية وثقافية هامة في الحياة السياسية اليمنية"، "وغدت تجربته محط إعجاب المهتمين والمتابعين في الداخل والخارج". جاء ذلك خلال الندوة السياسية الموسعة "تجربة اللقاء المشترك: الماضي والحاضر، آفاق المستقبل" بالتزامن مع الذكرى الثامنة لشهيد الوطن والمشترك جار الله عمر، والتي بدأت أعمالها اليوم بصنعاء وسط حضور لافت لكوكبة من قيادات المعارضة اليمنية والشخصيات السياسية والأكاديمية المستقلة والباحثين والإعلاميين والمهتمين. وتقدم في الندوة التي ستستمر ليومين ست أوراق عمل ومثلها من التعقيبات والمداخلات المكتوبة تتناول نشأة المشترك وأهميته في الحياة السياسية، وملامح التطور في أداء المشترك. وكذا رؤية تقييميه لتجربة المشترك وقراءة استشراقية للآفاق المستقبلية لهذه التجربة. بدأت ندوة اليوم بتقديم نبذة تعريفية مختصرة عن كل حزب في تكتل اللقاء المشترك، وفي كلمته الترحيبية أوضح الأستاذ محمد الرباعي، أول رئيس للمجلس الأعلى للمشترك الأمين العام لاتحاد القوى الشعبية اليمنية، أن المشترك يهدف من خلال هذه الفعالية إلى تسليط الضوء على تجربته السياسية خل الفترة الماضية، وتقييم أدائه وأدواره النضالية. وقال الرباعي إن طريق المشترك لم تكن مفروشة بالورود، وما كان لهذا التحالف التاريخي أن يصل إلى هذه المكانة لولا حرص أطرافه السياسية وحنكة قياداته وصبرهم وتبصرهم وهذه هي العوامل الأساسية التي حافظت وتحافظ على الدور الوطني للقاء المشترك في مختلف الظروف ومهما بلغت المخاطر والتحديات –حد قوله. واعتبر الرباعي "فكرة المشترك" دلالة على عقلية سياسية جديدة قررت الانفتاح على الآخر، والنظر إلى المستقبل بعيون مسئولة فضلت مغادرة أساليبها التقليدية في العمل السياسي والحزبي، وتحملت تبعات اختيارها الجديد، وإن كان على حساب المصالح الداخلية لأحزابها. ومما ساعد على تماسك هذه التجربة ونجاحها –وفقا للرباعي- هو النظام الحاكم الذي استفرد بالسلطة وبأدوات القوة والنفوذ وقد استضعف المجتمع وقواه السياسية فلم يوفر حزبا أو جماعة إلا ونال منها بمختلف الوسائل غير المشروعة، في تجسيد لأقبح صور الشمولية التي حولت مؤسسات البلد إلى ديكور شكلي. وأكد الرباعي أن البلد غدت محكومة بقرار فردي عصبوي، لا تهمه سوى مصلحة الحاكم وديمومة بقائه على كرسي التسلط والاستبداد. وقال الرباعي أن المشترك اضطلع ولا يزال بمسئولياته التاريخية دون خوف أو تردد، مؤكدا مضيه على هذا الخط إلى أن تشرق شمس الحرية في سماء الوطن، وتغدو الفكرة الحلم واقعا معاشا ينعم المواطن اليمني في ظلاله بالأمن والكرامة والعدالة والكفاية وكافة حقوق المواطنة. ولفت أول رئيس للمشترك إلى أن تكتل المشترك قرر العودة إلى الشعب بعد انقلاب السلطة وحزبها على الحوار ليس من أجل إحباط خطوات السلطة الانفرادية فحسب وإنما لتوحيد الصف الوطني في الشمال والجنوب، في الداخل وفي الخارج، باتجاه حوار وطني شعبي يخرج برؤية إنقاذية تستمد مشروعيتها من الشعب وتحتكم في وسائلها النضالية إلى الشعب فلا يمكن لأية قوة مهما تعاظم طغيانها أن تتجرأ على الإرادة الشعبية التي هي من إرادة الله –وفقا للرباعي- الذي اختتم كلمته بالبيت الشعري الشهير للشاعر الثائر أبو القاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر. نشأة المشترك وأهميته في الحياة السياسية: تحت هذا العنوان قدم الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ورقة تطرقت لمراحل ونشوء المشترك وكيف استطاعت أحزاب هذا التكتل أن تؤسس لمرحلة من التفاهم والتعاون المشترك الذي كان يعد مستحيلا في نظر الكثيرين كون هذه الأحزاب تكونت في الأساس على أسس إيديولوجية متنافرة ومتصارعة. وقال ياسين إن هذا التكتل المشترك أخذ على عاتقه حماية ورعاية المشروع الديمقراطي، وساهم في خلق ثقافة سياسية تؤسس للتسامح والتعايش والتفاهم والنضال السلمي وغيرها من قيم الحرية الضرورية لنجاح المشروع الديمقراطي. مشيرا إلى أن السلطة حرصت على اختراق هذا التكتل بجملة من الوسائل من ضمنها محاولات الاتفاق مع كل حزب على حده، ولم تستطع أن تسحب من التكتل الذي يضم ستة أحزاب سوى حزب البعث القومي في عام 2005م أما بقية الأحزاب فقد أنجزت خلال العام ذاته أهم وثيقتين: برنامج الإصلاح الوطني الشامل، واللائحة التنظيمية لتكتل اللقاء المشترك ومثل إقرار هذا البرنامج نقلة هامة في العلاقة الداخلية لهذا التكتل غير المناخات السياسية الملائمة التي أوجدها. ولفت ياسين إلى أن هذا التلاحم المشترك اختبر في انتخابات 2006م عندما قرر المشترك الدخول في الانتخابات الرئاسية كمنافس للرئاسة مقابل الرئيس علي عبدالله صالح الذي يمسك بالسلطة منذ ما يقرب على 30 عاما، وكان الهدف من ذلك –بحسب ياسين- كسر حاجز الخوف من منافسة رئيس يحكم البلاد كل هذه الفترة من ناحية، وتحويل الانتخابات الرئاسية إلى منافسة حقيقية بعد أن كانت عبارة عن عملية شكلية لا معزلا. وبهذه العملية –يضيف ياسين- اكتسب المشترك مكانة هامة في الحياة السياسية وقدم نموذجا رائدا لإمكانية الانتقال إلى حلقة أعلى في الحياة الديمقراطية وصولا إلى التداول السلمي للسلطة غير أن المشترك تعرض بعد ذلك إلى حصار وهجوم واسع من قبل السلطة لأنه تجرأ على المنافسة، وبدأت أنواع مختلفة من الضغوط التي وصلت حد التهديد بحله وحل الأحزاب المنتمية إليه. ومضى ياسين "لكن اللقاء المشترك استطاع أن يمتص هذه الضغوط والحصار وغيرها من الممارسات التي استهدفته واستطاع أن يوسع من خلال انضمام حزب البعث العربي الاشتراكي إليه عام 2008م وكذا إيجاد علاقات تنسيق مع أحزاب وفعاليات سياسية واجتماعية أخرى. واختتم ياسين الورقة بقوله "إن تجربة اللقاء المشترك تجربة هامة بذاتها وبما خلفته في الحياة السياسية والثقافية اليمنية من شروط لنجاح المشروع الديمقراطي في البلاد الذي عصفت بها ثقافة الإقصاء والعنف". وعقب على ورقة ياسين أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عبده علي عثمان قائلا: "إن تكوين المشترك مثل إنجازا هاما في إنهاء الصراعات السياسية التي عانت منها الحركة الوطنية عبر عقود من الزمن، كما يمثل تحديا حقيقيا من خلال نضاله السلمي الديمقراطي في مقاومة الظلم والاستبداد. التكتلات الوطنية خلفية تأريخية وكان الدكتور محمد عبدالملك المتوكل قدم ورقة بحثية تحت عنوان "التكتلات الوطنية في سبيل بناء الدولة الديمقراطية المؤسسية" أشار فيها إلى أن فكرة إنشاء تجمع شعبي يضم كل القوى الخيرة في البلد لم يكن وليد اليوم، كما أن اللقاء المشترك ليس هو التجربة الأولى كما يتصور البعض لقيام تجمع للقوى السياسية والحزبية المنطلقة من أيديولوجيات متعددة. حيث ظلت هذه الفكرة –بحسب المتوكل- تشغل بال العديد من المفكرين والقوى السياسية والشخصيات الاجتماعية منذ قيام ثورة 1962م بحكم الحاجة إلى تجاوز تركة التخلف وترسيخ تقاليد ومفاهيم المجتمع الحديث الذي ننشده. واستعرض المتوكل في ورقة المحاولات الوطنية الشعبية لمجابهة التسلط والاستبداد والحكم الفردي بدءا من مؤتمرات عمران وخمر والجند في الستينات مرورا بإنشاء تجمعات سياسية منظمة في الستينات والسبعينات التي منها إنشاء حزب الله الذي أنشأه الزبيري وما تلاها في بداية التسعينات من ظهور تكتلات تدعو لاحترام حقوق الإنسان والديمقراطية، وسيادة القانون ودولة المؤسسات. حيث ظهر في 1/1/1990م التجمع الوحدوي للمشاركة الشعبية وفي 5/9/1990م تشكلت لجنة العمل الوطني على خلفية أحداث حرب الخليج الأولى. وفي 9/7/1991م تشكلت في تعز اللجنة الشعبية للبناء الوطني، وظهر التكتل الوطني للمعارضة في 4/8/1993م، وفي 10/10/1993م تشكل ما يسمى باتحاد القوى الوطنية، ثم مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة في 6/8/1995م عقب حرب 94م وفي 11/11/1996م بدأت أولى خطوات تشكل اللقاء المشترك الذي لا يزال مستمرا حتى الآن.