قال الدكتور محمد السعدي الأمين المساعد للإصلاح إن تكتل اللقاء المشترك مثل تجربة رائدة على مستوى المنطقة ، وأصبح الأمل المنشود والبديل المحتمل ورائد التغيير والتطوير لدى جميع القوى السياسية وفئات المجتمع المختلفة خاصة بعد نجاحه خلال سنوات عشر من تكوين سمعة ممتازة كنموذج للتحالفات والأعمال المشتركة. وأشار السعدي في ورقته المقدمة لندوة "تجربة المشترك" المعنونة ب" قراءة استشرافية للآفاق المستقبلية لتجربة المشترك " أشار إلى أنه منذ تفرد المؤتمر الشعبي العام بالسلطة والتي مكنته من السيطرة على الثروات والبلاد، اتسعت وزادت الأزمات وتنوعت فسمعة البلاد ساءت واقتصادها تدهور وأمنها اختل كما أن بنيتها الاجتماعية تشظت. ومضى قائلاً: على مدى السنوات الأخيرة حدثت ستة حروب في المناطق الشمالية خسرت فيها البلاد مليارات الريالات وقتل وجرح وشرد الآلاف من النساء والأطفال والرجال مدنيين وعسكريين. مذكراً بحديث نائب رئيس الجمهورية الأمين العام للحزب الحاكم الذي قال خلال لقاء حزبي بمحافظة ريمة الأسبوع الفائت إن عدد القتلى في الحرب السادسة فقط 3ألف قتيل و14 ألف جريح وخسارة 3 مليارات دولار أمريكي". واتهم السعدي السلطة وحزبها الحاكم بإذكاء النعرات العصبية والمناطقية والمذهبية بعد أن كان الشعب قد تجاوزها وسادت فيه الروح الوطنية وتوحدت الشعائر الدينية. ولفت السعدي إلى تصاعد الأوضاع في المحافظات الجنوبية بشكل وصفه ب"المخيف" وتحول مطالب سياسية وحقوقية سلمية إلى عنف يتنامي ويتسع يوماً عن يوم. واستعرض السعدي في ورقته ما أنجزه المشترك خلال عقد من الزمن ، بدءاً بمرحلة التنسيق في القضايا الوطنية ، مرورا بمرحلة التحالف الوطني وانتهاءا بمرحلة الشراكة السياسية التي توجت بالنزول بمرشح وبرنامج انتخابي موحد في الانتخابات الرئاسية والمحلية في 2006م وقال السعدي إن المشترك راكم وحقق تجربة لم يسبق لها مثيل على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي حيث تقاربت وتحالفت وتوحدت رؤية عدد من الأحزاب القادمة من مدارس مختلفة وانصهرت في مدرسة وطنية شاملة تقدم مصلحة الوطن على مصالح الأحزاب والشأن العام على الخاص والجماعية على الفردية. وعن الآفاق المستقبلية للقاء المشترك يؤكد السعدي أن هذا التكتل قد تجاوز اختبار وتحديات السلطة حيث فشلت السلطة فشلاً ذريعاً في محاولاتها تفكيك المشترك ، بل أن ما وصفه ب"ممارساتها وحماقاتها" قد دفعت المشترك إلى المزيد من التراص والتماسك والسير معاً وفق أهداف وطنية مشتركة تتجاوز ردود الأفعال إلى العمل الإستراتيجي المشترك. وقال السعدي أن أمل الجماهير بالمشترك وشركائه وتزداد يوماً بعد يوم وذلك بسبب وضوح الرؤية وصدق المطالب ، إضافة إلى تراكم فشل السلطة وانعدام برامجها العملية التي لم تتعدى الوعود وانكشاف زيفها وتضليلها الإعلامي. واعتبر الأمين المساعد للإصلاح وحدة مطالب المشترك وما يتمتع به من سمعة طيبة لدى الداخل والخارج والتزامه بإقامة علاقات خارجية متوازنة تقوم على المصالح المشتركة تبشر بمستقبل واعد للمشترك. وقال إن توسيع دائرة الشراكة الوطنية التي يقدمها المشترك تعتبر فكرة جاذبة لاستقبال القوى السياسية من خلال رسم السياسات وأدوات التنفيذ والمشاركة الفاعلة ولجميع القوى السياسية وكذا أبناء الوطن وفق مواطنة متساوية تسودها العدالة والتحاكم للقانون. وأختتم السعدي ورقته بالقول : إن اتساع الدائرة النوعية للمشترك ووجود قوى وشخصيات وطنية مجربة داخل المشترك قد قوي جداره وحسن وطور قدراته على التغيير وجعل من التفاف الجماهير حوله أمرا حتميا لأن خيارات الأخرى محدودة السعة والقدرة بل والاستيعاب. وعقب على ورقة السعدي أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور المستقل محمد الظاهري متناولاً جوانب الضعف لدى المشترك والتي تمثل برأيه في ضعف التواصل بين قيادة المشترك وجماهير الشعب ، وعدم تهيئة المشترك نفسه لأن يكون بديلا حقيقيا لهذا النظام الذي ثبت فشله. وأكد الظاهري في ختام حديثه بأن تجربة المشترك تجربة رائدة في الحياة السياسية اليمنية ، ويعلق عليها الشعب آمالاً في قيادة التغيير بالبلد ، متمنياً أن يكون المشترك عند مستوى المسئولية في تحقيق تطلعات وآمال الشعب ، وألا يفقد الثقة به كما فقد الثقة بالسلطة الحاكم. الصحوة نت تنشر لاحقاً بقية أوراق العمل المقدمة في ندوة المشترك.