الشيخ روكان: اعلان التحالف يؤكد صحة تحالفهم المشبوه أثناء الحرب د.العودي: المشترك الإطار الطبيعي للحوثيين والزنداني أقرب للسلطة د. الظاهري: العيب في التحالفات غياب المصلحة الوطنية النائب زابية: أتمنى أن يكون التحالف سياسياً كل الدراسات التي تناولت المشهد السياسي اليمني المعاصر تؤكد ان صيغ التحالفات السياسية في اليمن غير سليمة.. تحالفات آنية تفتقر الرؤية الاستراتيجية، وبالشكل الذي لا يستطيع المراقب التنبؤ بالمسار السياسي وبشكل التحالفات المستقبلية، ويرون في تكتل المشترك المعارض تجسيداً لهذه الصيغ من التحالفات رغم ايجابياته في نقل هذه الأحزاب من الصراعات والاحترابات إلى العمل تحت يافطة واحدة ولو ظاهرياً.. ولغياب الرؤية السياسية الاستراتيجية الواضحة لا يزال تكتل المشترك مفتوحاً على مصراعيه، وبانضمام ما يسمى "مجلس التضامن الوطني" إلى ما يسمى "لجنة التشاور" المنبثقة عن المشترك، وكذا اعلان هذا الاخير التحالف مع الحوثيين تكون كل القوى باتجاهاتها المتناقضة ومصالحها المتصارعة ضمن اللقاء المشترك. والحقيقة التي لا جدال فيها ان التحالف بين المشترك والحوثيين يأتي ضمن ترتيبات المشترك للاستحقاق الديمقراطي القادم المتمثل في الانتخابات البرلمانية 2011م، ويبقى التباين في النتائج المتوخاة من التحالف: هل لامس المشترك وتحديداً حميد الأحمر الباحث عن المزيد من أوراق الضغط الوتر الحساس، أم انه بتحالفه مع الحوثيين خدم الحزب الحاكم ومن حيث لا يدري؟!!.. ففي حين شدد مراقبون ان هذا التحالف جاء ليكشف المزيد من التخبط السياسي لأحزاب المشترك في التعامل مع القضايا الوطنية، خصوصاً في ظل تنامي الازدراء بين أوساط قيادات المشترك من تدخلات حميد الأحمر في قرارات تكتل المشترك، قال عضو الهيئة العليا بحزب الاصلاح الشيخ حمود الذارحي ل "الجمهور": "اللي حصل هو تشاور وليس تحالف".. موضحاً ان هذا التشاور حصل بين الحوثيين ولجنة الحوار الوطني المنبثقة عن لجنة التشاور الوطني وليس بين الحوثيين والمشترك. اصطفاف المعارضة يرى الدكتور حمود العودي – استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء- ان ما حصل بين ما يسمى لجنة الحوار المنبثقة عن تكتل المشترك وبين الحوثيين لا يرقى إلى التحالف الاستراتيجي بقدر ما هو مجرد قواسم مشتركة للضغط على الرئيس والسلطة في الاستحقاق الدستوري القادم لانتزاع حقوق ومناصب وربما مصالح أو تقاسم للسلطة. وقال ل "الجمهور": "أنا أعتقد بأن الحركة الحوثية باعتبارها طرف مواجهة للسلطة بشكل عام سواء عن طريق العنف الذي لم يقبل به أحد لا سلطة ولا معارضة، من حقها عندما تكون قد توقفت عن استخدام القوة ان تختار موقع التحالف الذي يتناسب معها بطبيعة اتجاهها وأهدافها السياسية.. ومن الطبيعي ان تكون أحزاب المشترك هي الإطار الذي تجد نفسها فيه أو من خلاله بالتحالف أو بالتنسيق". وأضاف: "طبعاً ما حصل ليس تحالفاً استراتيجياً وانما هو اصطفاف لمعارضة السلطة لا أقل ولا أكثر.. فمن حيث البرامج.. من حيث الرؤية الاستراتيجية أنا اعتقد أنه حتى المشترك نفسه ليس لديه رؤية مشتركة حتى مع بعضه البعض تجاه نفسه وتجاه السلطة ومع الحوثيين أيضاً، وبالتالي فإن التحالف هو حول قاسم مشترك واحد وهو المعارضة للسلطة لانتزاع حقوق ومناصب، وربما مصالح أو تقاسم للسلطة أكثر مما هو اهتمام بقضايا استراتيجية عامة ومصالح وطنية. واعتبر الشيء الايجابي في هذه الخطوة هو في حال قادتهم للاندماج في العملية السياسية السلمية بكل سلبياتها وايجابياتها وأخرجتهم من دائرة العنف والاطار الفكري الضيق الذي عاشوا فيه.. وعندما أقول التعايش لا أقصد التعايش بقضايا مشتركة وانما على الاقل سيكون فيه قبول بوجود الآخر باعتبار ان الكل خارج السلطة وفي حالة تعارض معها". وعما إذا كان هذا التحالف سيثير حنق تيار السلفيين داخل حزب الاصلاح قال العودي في سياق تصريحه ل "الجمهور": "أصلاً المشترك الآن بل حتى قيادات حزب الاصلاح اصبحوا يميزون انفسهم عن الاتجاهات السلفية، فهم ينظرون إلى السلفيين بانهم حلفاء السلطة، حتى ان الشيخ عبدالمجيد الزنداني استراتيجياً في نظرهم أقرب إلى السلطة كما كان حال المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر. والاصلاح بشكل عام باتجاهاته المستنيرة ربما انه أميل إلى المعارضة ولكنها المعارضة التي لا تصل إلى حد التناقض أو التصادم مع السلطة، لأنه لا وجود لمواقع خلاف جوهرية إلا تقاسم المصالح". غياب الرؤية ويرى المحلل السياسي الدكتور محمد الظاهري ان التحالفات السياسية في المشهد السياسي اليمني تحالفات آنية تفتقر الرؤية الاستراتيجية. وقال ل "الجمهور" تعليقا على تحالف لجنة الحوار المنبثقة عن تكتل المشترك مع الحوثيين: "التحالفات السياسية ليست عيبا لكن العيب الا توجد رؤية استراتيجية أو ان تغيب المصلحة الوطنية في إطار هذه التحالفات سواء تحالف الحزب الحاكم مع بعض أحزاب المعارضة ما يسمى ب "المجلس الوطني للمعارضة" أو في اطار أحزاب اللقاء المشترك". وأضاف: الترحال السياسي وغياب الرؤية الواضحة لدى الكل سلطة ومعارضة سمة تعرفها الحياة السياسية اليمنية، هذا الأمر جعل المشهد السياسي اليمني غامضاً إلى درجة انك لا تستطيع ان تسكن هذا التحالف أو ذاك في إطارها، أو ان تتنبأ بمسار السلوك السياسي.. السلوك السياسي عندنا لا ينبثق عن رؤية استراتيجية واسعة بعيدة المدى، وانما هو تحالف آني ولهذا أنا لا أزال مصراً ان تؤطر أو تسيج هذه التحالفات بالمصلحة الوطنية ابتداءً بالثوابت الوطنية.. الثوابت الوطنية التي لا يكفي ان نرفعها شعارات دون ان نضع لها مداميك حقيقية وان نجعلها ثوابت وظيفية.. عندما نتحدث عن الجمهورية علينا ان نحقق هدف النظام الجمهوري وعندما نتحدث عن الوحدة علينا ان نزيل الظلم ونزيل الفساد وهكذا". وعن التناقض الكبير بين السلفيين داخل حزب الاصلاح وبين الحوثيين وما قد يتسبب ذلك في خلافات قد تطيح بالمشترك قال الظاهري استاذ العلوم السياسية "الثقافة السياسية عندنا بشكل عام لا تقبل الآخر، هناك تمترس واضح وبالتالي نحن بحاجة ماسة إلى ان ننتقل من التمترس الايديولوجي والمذهبي إلى ساحة رحبة، تتعايش فيها كل المذاهب وكل الايديولوجيات". وبين في هذا السياق انه لا يوجد حتى بين المؤتمر وحزب الاصلاح تباين واضح "هناك تطابق ايديولوجي بين المؤتمر في اطاره النظري السياسي ممثلاً في الميثاق الوطني وبين التجمع اليمني للاصلاح ممثلا ببرنامجه السياسي".. موضحا ان الاشكالية تكمن في الفجوة بين الاطار السياسي أو الاطار الايديولوجي أو النظرية السياسية وبين الممارسة والحركة والفعل. واضاف: "القوى السياسية ليست وفيه للايديولوجيات المعلنة بدءاً من المؤتمر ومروراً بالاصلاح وبقية القوى السياسية، بمعنى ان السلوك السياسي للقوى السياسية في بلادنا حاكم ومعارضة ليست معبرة بنظرية سياسية واضحة ممارستها لا تعبر عن ايديولوجيتها". واعتبر الظاهري - بغض النظر عن غياب الرؤية الاستراتيجية - جر الحوثيين من مربع العنف إلى مربع النضال السلمي مكسباً لكل الاطراف مكسباً للحوثيين ومكسباً للمعارضة.. مكسباً لليمن مجتمع ودولة. وعن الهدف من وراء هذا التحالف قال انا لا استطيع أن حاكم النوايا لكن ان ينتقل فصل اوكيان ما من مجال عنف إلى مجال سياسي اعتقد انه من وجهة نظري تطور ايجابي، إذا اردنا ان نقترب من الاستقرار السياسي والاجتماعي في اليمن. استغرب الشيخ عبدالله حسين روكان شيخ مشائخ خولان بن عامر ان يتحالف الحوثيون مع المشترك قبل ان يتحولوا اصلا إلى حزب سياسي، هدف المشترك من هذا التحالف استخدامه ورقة ضغط في الاستحقاق الدستوري القادم. واضاف في تصريح ل "الجمهور": "لم يبق للانتخابات البرلمانية سوى سنة أو اقل ويرون في عناصر التمرد الحوثي مكسباً لهم في صعدة. لكنهم في الاخير سيكتشفون انهم خسروا أكثر مما استفادوا باعتبار ان الشخص الوطني الغيور على وطنه حتى وان كان عضواً في أي حزب من أحزاب المشترك لن يقبل بالتحالف مع فئة خانت الوطن". ويرى البرلماني السابق الشيخ روكان ان المشترك اثبت من خلال اعلانه التحالف مع الحوثيين صدق ما كان يطرحه الحزب الحاكم عن تحالف مشبوه بين المشترك والحوثيين أثناء الحرب.. مشيراً إلى ان حسن زيد رئيس حزب الحق المنحل هو آلة الوصل بين المشترك والحوثيين. من جانبه تمنى عضو كتلة صعدة البرلمانية الشيخ عبدالسلام صالح هشول زابية ان يكون هذا التحالف بين الحوثيين والمشترك تحالفاً سياسياً. وقال ل "الجمهور": "بغض النظر ان كان هذا التحالف ضمن ترتيبات الاستحقاق الديمقراطي القادم، المهم نتمنى ان تكون مطالب الحوثيين مطالب سياسية وان ينتقلوا من ممارسة العنف إلى الممارسات السياسية السلمية".