سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الآلاف يحتشدون أمام البرلمان رفضاً لتعديلات المؤتمر المناهضة للنظام الجمهوري وللوحدة النواب دعوا الشعب لحماية مضامين الثورة ونضالات الأحرار، والمتظاهرين هتفوا " لا للتمديد والتوريث"..
احتشد الآلاف من المواطنين اليوم السبت أمام مجلس النواب احتجاجا على مضي الحاكم في التصويت على تعديلات للدستور من شأنها تقويض النظام الجمهوري وإلغاء تداول منصب الرئيس وإعادة الأوضاع الى حكم الفرد المطلق كما كان عليه الحال قبل ثورة 26 سبتمبر. وأعلن المتظاهرون الذين تقاطروا من مختلف أنحاء العاصمة تضامنهم مع اللقاء المشترك والنواب المعتصمين في مواجهة الإجراءات الانقلابية للحزب الحاكم، وخروجه عن الإجماع الوطني، ونكوصه عن اتفاق فبراير وكل الإتفاقات الموقعة. وقد رفع المتظاهرون لافتات نددت بإجراءات المؤتمر وكتب عليها "نوابنا الأحرار سيروا والشعب خلفكم" "لا لتصفير العداد" "نوابنا الأحرار الله معكم ونحن من خلفكم" "نعم للمواطنة المتساوية" "لالسياسة الإفقار". كما ردد المتظاهرون عبارات رافضه لتعديلا المؤتمر، ومطالبة النواب بالسير في نهج الثوار لرفض كل الإجراءات المنقلبة على مبادئ الثورة والجمهورية، وردد المتظاهرون " لا للظلم والفساد لا لتصفير العداد" كما هتفوا "لا للتمديد لا للتوريث" . من جهتهم دعا النواب المعتصمون الشعب اليمني إلى مزيد من التضامن والرفض لإجراءات السلطة الإنقلابية والسير في طريق النضال السلمي لإسقاط تلك الإجراءات. وأكد زيد الشامي نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح أن المرحلة القادمة هي مرحلة نضال طويل، داعيا كل الأحرار في الشعب اليمني إلى توطين أنفسهم على الصبر والثبات من أجل مواجهة الظلم والقهر التي يتعرض لها الشعب اليمني. وقال في كلمة أمام المتظاهرين: إننا في يوم ندرك فيه أن مضامين الثورة وأهدافها ونضالات الثوار ل 60 عاما يراد لها أن تداس. وعبر عن أسفه أن نعود بعد 48 عام من قيام ثورة 26 سبتمبر إلى نظام استبدادي شمولي فردي مطلق. وأكد أن المعارضة لا تدافع على مصالحها الشخصية، مضيفا: "لو أننا ندافع على مصالحنا الشخصية، لأتوا إلى مواضع أقدامنا لعرض المصالح علينا". وقال "الذين يبيعون ويشترون في الوطن هم الذين يملكون الأموال في الداخل والخارج ولو اننا بعنا ضمائرنا لكنا مثلهم لكن بئس البيع وبئسة التجارة". واستطرد: "إنهم يساوموننا أن ندخل في حكومة وحدة وطنية، لكن ماذا نعمل بالكراسي والأرض من تحتنا تحترق بسبب الفقر والبطالة والنهب وغياب الخدمات". وواصل: "70% من اليمنيين لا تصلهم المياه النقية و60% لا تصلهم الكهرباء و50% تحت خط الفقر، والشباب يجوبون الشوارع بدون أعمال رغم شهادات البكالوريوس والماجستير في حين أن آخرين تفتح لهم أبواب التوظيف بدون حتى شهادة الأساسية". وأضاف : لقد صبرنا كثيرا على الاستبداد والاضطهاد وسادت المجاملة والرشوة وبلغ السيل الزبا لكن نقول إن للصبر حدود وأننا لن نقبل الطغيان ولن نقبل الظلم والقهر على شعبنا". وعبر الشامي عن شكره لأبناء القوات المسلحة والأمن، وقال: إنهم يعانون كغيرهم من أبناء الشعب اليمني لكننا نجدهم أول من يموت وآخر من ينام. من جهته أكد الدكتور عيدروس النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الإشتراكي اليمني أن ما يخطط له اليوم هو انقلاب على مضامين الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية. وقال: "لقد ناضل الشعب اليمني مئات السنين من أجل القضاء على حكم الفرد والأسرة وإقامة نظام جمهوري يكون فيه الشعب حاكم نفسه وإذا بنا اليوم نفاجأ باللذين يدعون أنهم يدافعون عما يسمونه بالثوابت الوطنية ومن ثم ينقلبون عليها". وأضاف: "إن إلغاء المادة 112 من الدستور والتي تحدد فترتين رئاسيتين يمثل ارتدادا عن مضمون النظام الجمهوري وتحويل الحكم في اليمن إلى حكم أسري فردي مطلق وهو ما يتعارض مع ما ناضل من أجله الشعب اليمني، كما أنه يعني في الوقت ذاته انقلابا على مضمون وحدة 22 مايو السلمية الديمقراطية التي تمنح الشعب حقه في الشراكة الوطنية في الحكم". ودعا النقيب الشعب اليمني إلى أن "يناضل مستخدما حقه الدستوري والقانوني في رفض العودة إلى الشمولية والفردية، واستعادة مضامين الوحدة والجمهورية التي تسعى السلطة للإنقلاب عليها". وأضاف مخاطبا البركاني الذي أكد أن حزبه سيمضي في التعديلات أبى من أبى "قد تكون أنت تشاء هذه التعديلات لكن الشعب كله يأباها وأنت هنا تضع نفسك وحزبك في مواجهة مع الشعب وتقف أمام عجلة التاريخ". أما سلطان العتواني رئيس الكتلة البرلمانية للتنظيم الناصري فقد أكد أن المشترك ومعه الشعب لن يسمح بعودة الإماميين الجدد. وشدد على أن المشترك سيقاوم بكل الوسائل السلمية كل محاولات الحزب الحاكم للإنقلاب على مضامين الثورة والجمهورية، مضيفا "هذا البلد ليس ملكا لأحد وهو ملك الشعب وهو صاحب الحق في اختيار من يشاء". وقال: "إن النظام الفردي الذي قام على القمع ولى وفي هذا اليوم يراد له أن يعود، لكن يجب أن نجعل من هذا اليوم بداية لمنعطف تاريخي". وأكد أن المشترك لن يسمح لأحد أن يسلب الشعب حقه في الشراكة الوطنية، ومن يريد هذا عليه أن يذهب، وواصل: الكرسي الذي يقولون إنه على رؤوس الثعابين لماذا لايتركوه. وقال: علينا أن نغير هذا العداد فقد أصبح عدادا خربا وأتمنى منكم أيها المحتشدون أن تزداد حماستكم ليس معنا فقط وإنما مع حقوق شعبنا وفي كل المحافظات والمديريات. من جهته قال النائب علي عشال إنه ما كان يظن أن يصل السفه والطيش بالنظام إلى ما وصل إليه اليوم ، فبعد أن وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم من تردي يأتي ليلغي العداد. واستطرد "والله إن الحاكم مستخف بأمته عندما يأتي ليطالب بأن يكون رئيسا للأبد، وهو بهذا يقول ما لكم من رئيس غيري، ومنطقه لا يختلف عن منطق فرعون الذي قال مالكم من إله غيري". وقال: إن من يتحدثون عن الرئيس الضرورة عم الفاسدون الخائفون على مصالحهم والذين يريدون أن يوفروا لها، لكننا نقول أن رئيسا يعبث بمستقبل أولادنا لا ضرورة لوجوده. وأضاف: لقد هدت أصواتكم في 2006 عروش الطغاة وهم لايريدون لذلك المشهد أن يتكرر ولذا يسعون اليوم لقلع العداد.