اختتمت "مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية" في الرياض الأربعاء الماضي البرنامج التدريبي المتقدم في مجال إعداد خبراء ومستشارين للعمل التطوعي، بمشاركة عدد من الجهات المتخصصة العاملة في مجال العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية وتحت شعار: "أينما وقع نفع". وهذه المرة الأولى التي يقدم فيها هذا البرنامج في الشرق الأوسط. ويهدف إلى تأهيل "خبراء ومستشارين للعمل التطوعي" من خلال تعميق مسارهم التخصصي في مساحات العمل التطوعي المختلفة، مع التدريب العملي على استخدام الأدوات والوسائل العلمية في تقديم الاستشارات في هذا المجال، و الاطلاع على عدد من التطبيقات الناجحة من واقع الأعمال التطوعية. ويستهدف البرنامج قيادات المؤسسات الإنسانية والخيرية والإغاثية، وقيادات العمل التطوعي في المجتمع. والقيادات في مجال المسؤولية الاجتماعية. ويأتي تنظيم البرنامج تجاوباً مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها العمل التطوعي إنماءً لدوره، ومواكبة لحركة التنمية بصورة محترفة ومنظمة ترتكز على دمج جميع فئات وقطاعات المجتمع في عملية التنمية المستدامة. وفي هذا الإطار، قال الدكتور/ عادل بن محمد السليم الأمين العام لمؤسسة السبيعي الخيرية: "على الرغم من أن نسب التطوع ما زالت منخفضة في العالم العربي مقارنة بالدول المتقدمة، إلا أننا نتوقع نمواً متزايداً فيها خلال الفترة القادمة نظراً لأهمية الدور الذي بات يلعبه العمل التطوعي في مشاريع المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة". وشدد السليم على ضرورة مواكبة هذه الحركة وهذا النمو من خلال الاستفادة من التجارب الرائدة في مجال العمل التطوعي، وتأهيل المستشارين المتخصصين في هذا المجال المهم، والعمل على تطوير الخدمات في مجال العمل التطوعي بصورة تتلاءم مع التغيرات الحاصلة في المجتمع وخطط وسياسات الشركات والحكومات في تحقيق التنمية المستدامة خلال المرحلة القادمة. وقد تم اختيار المشاركين في البرنامج وفقاً لمعايير مهنية دقيقة ترتكز على وجود خبرة مهنية واسعة في قطاع المنظمات غير الربحية. وسيلتزم كل مشارك - بموجب عقد المنفعة الذي سيوقعه مع مؤسسة السبيعي الخيرية - بتقديم ساعات استشارية مجانية في مجال العمل التطوعي، من أجل الرفع من مستوى العمل الخيري، فضلاً عن الفوائد الكثيرة التي تعود للجهات الخيرية التي يتسنمون قيادتها. ويستضيف برنامج "إعداد وتأهيل خبراء ومستشارين للعمل التطوعي" مجموعة من أفضل المدربين في المنطقة في مجال العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة. ويطرح من خلال أكثر من 50 ساعة تدريبية في (12) لقاءاً عدداً من المواضيع الهامة والمرتبطة بقطاع العمل التطوعي. ويعطى المشاركون في البرنامج شهادات دولية معتمدة من مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، والاتحاد العربي للعمل التطوعي، والأكاديمية البريطانية للعلاقات العامة في لندن، والمعهد الدولي للوقف الإسلامي في ماليزيا، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، في مجال تقديم الاستشارات للعمل التطوعي. حيث يبدأ البرنامح بالمدخل النظري للاستشارات، ثم يلقي الضوء على عدد من التجارب العملية في تقديم الاستشارات، ومن ثم تحليل احتياجات المجتمع في مجال العمل التطوعي، ودمج العمل التطوعي في التنمية المجتمعية، وأسس ومهارات استقطاب وإدارة المتطوعين، والتمويل غير المألوف للمؤسسات التطوعية، وبناء الصورة الذهنية وإدارة السمعة للمؤسسات التطوعية، ودمج المسؤولية الاجتماعية في العمل التطوعي، وإدارة العلاقات العامة والإعلام في المؤسسات التطوعية، وتخطيط وإدارة الحملات للمؤسسات التطوعية،. ويختتم المشاركون لقاءهم الأخير بتصميم استشارة حقيقية في مجال العمل التطوعي في صورة مشروع تخرج يتم تحكيمه وتقويمه من خبراء متخصصين. وتعتبر "مؤسسة السبيعي الخيرية" صانعة البرنامج، وممولته، والشريكة في تنفيذه، وهي إحدى المؤسسات الخيرية المانحة بالمملكة العربية السعودية، وتعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وتعنى برعاية العمل الخيري والرقي بأدواته لمواكبة التطور الذي يعيشه المجتمع في بلد رائد يرعى العمل التطوعي ويهيئ له سبل النجاح تحقيقاً لتنمية الإنسان وتأهيله وتخفيف معاناته ورعاية احتياجاته، إضافة إلى عنايتها بتطوير المؤسسات الخيرية والعاملين فيها بما يحقق تلك الأدوار المهمة بالشكل الأمثل.
