(1) نهاية .. مسعّر فتنة! أخيراً .. نجح تيار الحوار داخل حزب التجمع الوحدوي اليساري المصري في كسر الممنوعات المفروضة عليه من الداخل والخارج .. والتقى وفد من الحزب مع وفد من جماعة الإخوان المسلمين المصرية وتحاوروا كمصريين يجمعهم هدف واحد هو: إلغاء حالة الطوارئ الدائمة في مصر، وتعديل الدستور والقوانين المقيدة للحريات العامة، وللمساح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة! خلال السنوات العشرين الماضية –وربما أكثر- ساد د.رفعت السعيد زعيم الحزب حزبه للتحالف مع النظام المصري ضد كل الإسلاميين وحصارهم سياسياً ومنع أي تعاون معهم (مع أن الإخوان أكبر تيار سياسي في مصر وحزب التجمع –مقارنة بهم- من أحزاب الموز على وزن جمهوريات الموز!) دون تفريق بين أصحاب المشروع السياسي السلمي أو الرافضين له .. ووفقاً للقاعدة المصرية الشهيرة منذ الستينيات التي كانت تتعامل مع (كل) المتدينين على طريق (كلكم مسلمين .. أولاد كلب)! والحقيقة أن (رفعت السعيد) تفوق في عدائه وكراهيته لكل ماهو إسلامي حتى على سدنة النظام نفسه؛ وكانت المكافأة أنه صار عضواً دائماً في مجلس الشورى المصري الذي لا يدخله إلا المرضي عنهم! وحتى أن الدولة نشرت له مذكراته في جزئين وهي تدور حول نضاله كناشط شيوعي شهير! وبالطبع خسر حزب (التجمع) جزءاً كبيراً من سمعته بسبب مواقف زعيمه الغوغائية ضد الإسلاميين دون تفريق، وقبل أسابيع التقيت في صنعاء بأحد صحفيي مكتب صحيفة (الشرط الأوسط) في القاهرة الذي زار بلادنا وكتب سلسلة مقالات عنها، وعرفت أثناء الحديث معه أنه كان من نشطاء شباب الحزب وأنه تركه بسبب الأسلوب القمعي الذي كان (السعيد) يتعامل بع معه أثناء عمله في صحيفة (الأهالي). وكدليل على خسارة الحزب بسبب عداء زعيمه الصليبي للإسلاميين؛ روى إلى كيف أنه كان يشرف على مهرجان جماهير للحزب بإحدى المحافظات المصرية، وكان الحضور كبيراً، والزعيم يخطب .. وكعادته عرج على الإسلاميين يهاجمهم بلا هوادة، ولاحظ صاحب الحكاية أن الحاضرين بدأوا ينسحبون واحداً تلو الآخر نتيجة ذلك، فصعد إلى المنصة ليشبه الزعيم .. ولكن دون فائدة! للدكتور رفعت السعيد مجموعة من الكتب (12 كتاباً) شن فيها حملات صليبية ضد الإسلاميين ورمزهم التاريخي (حسن البنا) .. وكان فيها لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة، ولأن الشيء إذا زاد عن حده انقلب ضده؛ فقد تصدى له باحث مصري شاب اسمه (منصور أبو شافعي) بدراسة موثقة عنوانها: (العلمانيون والحرام العلمي: مراجعة نقدية لعلمية كتابات د.رفعت السعيد عن حسن البنا)، وفي هذه الدراسة فضح (أبو شافعي) رمز هؤلاء الذين يختفون وراء شعارات البحث العلمي والحيادية والتنوير ويتوسلون في خصومتهم ضد الإسلاميين بالكذب والتزييف والغش والتلفيق .. ولم ينفعه في ذلك أنه يحمل شهادة دكتوراه الفلسفة ودكتوراة العلوم في التاريخ الحديث! هذا الصنف من قادة الحملة الصليبية الفكرية ضد الإسلاميين –دون تفريق- أفرخ رموزاً في الكذب والتزييف .. ولدينا هنا في اليمن بعض منهم .. وواحد من هؤلاء ليس فقط (فرخة) بل تلميذ أعمى في اقتداء أسلوب د.رفعت السعيد؛ فهو مثله يؤلف عبارات ومواقف وينسبها للإسلاميين ويحدد –مثله- أسماء الكتب وأرقام الصفحات، وعندما يعود القارئ ليتأكد من صحة الاقتباس يكتشف أن الأمر مجرد كذبة كبيرة! وفي مقدمة الكتاب، ينقل (أبو شافعي) عن الصحفي المسيحي المصري الشهير (جمال أسعد عبدالملاك) –في كتابه: (إني أعترف .. كواليس الكنيسة والأحزاب والإخوان المسلمون) اتهاماً لرفعت السعيد بأن عداوته للإسلاميين مرتبطة بعلاقته الانتهازية مع بابا الكنيسة المرقسية المصرية وبأقباط المهجر في خارج مصر .. مشيراً إلى أنها علاقة تداخلت فيها الانتهازية مع الدين لأنها كانت في شكل تبرعات وشيكات مالية! في مقابل حملاته الصليبية ضد الإسلاميين –حتى الخلفاء الراشدون –يبدو د.رفعت السعيد منافحاً عن كل ما يسيء للإسلام وتاريخه وأبنائه .. فهو يؤيد ويبارك ويمتدح غلاة العلمانيين الذين يشوهون –مثله- الحقائق التاريخية عن المسلمين .. وسأورد هنا بعض الأمثلة عن سماحة السعيد وسعة صدره هذه كما وردت في تقديم كتاب الحرام العلمي: للدكتور محمد عمارة. - فقد روج لكتاب القاضي العلماني سعيد العشماوي عن الخلافة الإسلامية ووصف مؤلفه بأنه يواصل كتاباته الشجاعة والعلمية وجهده الخلاق في تنقية الفكر الديني من شوائب التطرف ومن مداخلات المتطرفين .. ولكي نعرف حقيقة هذا الرجل فهذه بعض عبارات الكتاب الذي أعجبه؛ فالعشماوي يقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يحكم الناس بوثيقة شبه جاهلية- يقصد وثيقة المدينة- وأنه كان يفرض الإتاوات والرشاوي التي يتململ منها الناس ويسوءهم أداؤها ويذلهم دفعها. وعن الصحابة يقول: (لإنهم قد ارتدوا إلى عناصر الشخصية الجاهلية: السلب والصعلكة .. والجمود والتقليد .. واستبدال السلطة والعرض والورث والصدقة بالعقيدة والشريعة) وعن الخلافة الراشدة والصديق أبي بكر يقول العشماوي: (إنها نظام جاهلي غشوم، مناف لروح الدين، مجاف لمعنى الشريعة، ولقد كانت خلافة أبي بكر: فاسدة .. ومستبدة .. خلطت بين حقوق النبي وحقوق الحكام .. فاغتصبت حقوق النبي .. ونشرت الجشع والفساد .. وأظهرت القبلية والطائفية..). وقبل أن يقول قائل إن الزعيم الشيوعي يؤمن بحرية البحث والرأي ويشجع عليه؛ نورد هذا المثال الغريب؛ فقد شن السعيد هجوماً قاسياً في صحيفة «الأهالي» في 22/6/1994م ضد كتاب بعنوان (المسيح في الأناجيل بشر) للدكتور ممدوح جاد، وهو حينها لم يقرأ الكتاب بل وصلته رسالة من قارئ اسمه (ميخائيل) باسم الكتاب والمؤلف ويتهمه بأنه يشرح الأناجيل من وجهة نظر معادية؛ وتساءل (السعيد) بحدة: إلى متى تظل مثل هذه الكتب المريبة تصدر بلا ضابط ولا رابط! كتاب (العلمانيون والحرام العلمي) جاء في (180) صفحة مليئة بفضائح الباطنية والحشاشين الجدد .. وكبيرهم الذي علمهم قلة الحياء .. والتزوير .. والتزييف. --------- (2) طابور .. صانكم الله!
قبل أسابيع احتفل العالم بمناسبة اليوم العالمي للمياه .. وفي بلادنا نظمت إحدى الصحف الأهلية فعالية بالمناسبة كانت عبارة عن تشكيل أطول طابور في العالم .. للتنافس على الدخول إلى مرحاض، شارك فيه مئات المواطنين! عندما قرأت الخبر لم أستسغ الفكرة في طريقة تنفيذها وليس في هدفها الجيد .. يعني الجماعة لم يجدوا إلا فكرة طابور يمني (مزدحم) على مرحاض أو دورة مياه للتعبير عن أهمية الماء في حياتنا وخطورة الإسراف في استخدامه والتحذير من الجفاف؟ قبل سنوات كان الزميل (نعمان قائد سيف) ينادي بإنقاذ بيئة العاصمة بإنشاء حمامات عامة بدلاً من دفع المارة في الشوارع للاحتفال باليوم العالمي للمياه يومياً في الشوارع .. وبدون طابور! وللأمانة فإن أعداد الحمامات العامة قد تزايدات مؤخراً في العاصمة صنعاء .. وإن كان صاحب الفكرة قد عاد واستقر في عدن! المهم .. كان يمكن للإخوة منظمي أكبر طابور يمني يتنافس على دخول المرحاض أن يفكروا في طرق أخرى بالمناسبة تكون أكثر شياكة وأناقة من هذه الفكرة التي أرجو ألا تكون قد تم تصويرها وبثها في تلفزيونات العالم؛ لأنها ستؤثر –دون شك- على ماتبقى للبلاد من سمعة سياحية، وتخيف الذين يفكرون في زيارة اليمن للسياحة؛ فبالتأكيد سيظن الذين رأوا المشهد التنافسي أن اليمن لا يوجد فيها مراحيض؛ بدليل أنه عندما احتفل الشعب اليمني بيوم المياه العالمي كرموه وسمحوا له بالذهاب إلى المرحاض .. علشان يتفرج ويتسلى مثلما يحدث في .. المتاحف!
--------- (3) للتاريخ .. فقط:
(رأيت شباناً مراهقين: ذكوراً وإناثاً مدججين بالسلاح والرشاشات والقنابل اليدوية وأكثرهم لايزال ملطخاً بالدماء، وخناجرهم الكبيرة في أيديهم، وقد شاهدت فتاة من أفراد العصابات اليهودية تطفح عيناها بالجريمة: عرضت لي يديها وهما تقطران دماً!).. (ديه رينيه) -رئيس بعثة الصليب الأحمر في فلسطين 1948م- واصفاً الإرهابيين الصهاينة الذين نفذوا مذبحة دير ياسين.
--------- (4) (...) تكفيه الإشارة:
(نعوذ بالله من طفيلي تصدر .. بالوقاحة)
ابن عقيل الحنبلي
--------- (5) أنا .. البطل!
يحتفل العالم الغربي هذه الأيام بذكرى مرور (56) عاماً على انتصار الحلفاء وهزيمة دول المحور بقيادة ألمانيا الهتلرية، ويهتم الروس –منذ أيام العهد السوفيتي-بالاحتفال بهذه الذكرى احتفالاً كبيراً .. فقد كان لجيوشهم دور مهم في تحقيق ذلك الانتصار على الجهة الشرقية. ولمع قادة النصر العسكريون كثيراً فيما بعد حتى يقال إن كل انقلاب سلمي حدث داخل قيادة الحزب الشيوعي السوفيني كان يتم بالاعتماد على قائد الجيش الذي هو من أبطال ذلك النصر؛ وكذلك صنع (خروتشوف) وهو يزيح عصابة ستالين بعد وفاته، ومثله فعل بريجنيف وهو يخطط للإطاحة ب(خروتشوف). ومن الظريف أن قادة الجيش السوفيتي الذين حققوا النصر كانوا يعانون من حساسية تجاه القادة السياسيين الذين حرصوا بعد الانتصار على نسبة الفضل لهم: فالديكتاتور الاشتراكي الأشهر (ستالين) صار هو بطل الحرب كلها (رغم أنه هو الذي تآمر مع هتلر وعقد معه اتفاقاً ثنائياً للسلام وتقاسم معه بعض دول أوروبا الشرقية، وأصم أذنيه عن كل التحذيرات التي حاولت تنبيهه لما يخططه هتلر ضد الاتحاد السوفيتي). - ومن بعد ستالين .. جاء خروتشوف واكتشف الروس أنه كان بطل معركة ستالينجراد لأنه كان المسئول السياسي (الحزبي) عن الحرب! - وعندما تولى بريجنيف السلطة جرى –أيضاً- تضخيم دوره .. فإذا هو مهندس زحف الجنرال (جوكوف) على برلين، ولولاه لما تغير مجري الحرب .. وفي أواخر أيامه كان (بريجنيف) يعلق على صدره (270) وشاحاً ووساماً! ولم ينفع ذلك كثيراً .. ففترة حكم (بريجنيف) سميت بعهد الركود العظيم، وهي التي مهدت للسقوط المذل للاتحاد السوفيتي، وعندما مات ألقي في قبره إلقاء ، ولم ينزل إليه بالجلال المتوقع؛ فقد أفلت النعش بثقله من الحامل، واصطدم بأرض القبر وانكسر .. ولم يحفل أحد بما حدث!