خرج المئات من طلاب جامعة صنعاء وناشطون حقوقيون وعدد من المواطنين صباح اليوم في مسيرة غضب سلميه للتعبير عن استنكارهم لاعتقال الصحفية توكل كرمان وعدد من الطلاب المعتقلين لدى أجهزة الأمن. وانطلقت التظاهرة من أمام بوابة جامعه صنعاء رغم الإجراءات الأمنية المشددة مرورا بشارع الدائري قبل أن تحط رحالها بعد أن انضم إلى صفوفها كثيرون أمام مكتب النائب العام بمذبح. وقد ردد المشاركون هتافات مناوئه لسلوك السلطة وقمع أجهزتها الأمنية بحق المتظاهرين". وتعد مسرة اليوم الأكبر عددا والأشد تحمساً منذ انطلاق الاحتجاجات والمسيرات المؤيدة للثورة التونسية التي ابتدأت السبت الماضي بعدد قليل من الطلاب والنشطاء الحقوقيون. وشهدت المسيرة اعتقال أكثر من30 ناشطاً وفقا لتقديرات أولية لمنظمات حقوقية ما بين طلاب وصحفيين ومحامين ومواطنين تم اعتقالهم بصورة تعسفية وبدون مبرر قانوني, حيث جرى اعتقال الصحفيين والحقوقيين أثناء ما كانوا يهمون بالخروج من نقابة الصحفيين بحي الزراعة بعد أن عقدوا اجتماعا لبحث تحركاتهم, ليتم إيداعهم قسم الجديري المجاور للنقابة, بينما جرى اعتقال الطلاب والمعتقلين الآخرين أمام بوابة الجامعة, حيث كانوا يستعدون لتنظيم مسيرة سلمية للمطالبة بالإفراج عن توكل كرمان وخمسة طلاب آخرين معتقلين بسجن البحث الجنائي منذ الأربعاء الماضي. وأفاد شهود عيان ومشاركون أن جنود الأمن استخدموا العصي والهراوات للاعتداء على متظاهرين بينهم الصحفي وديع عطا, كما اعتدوا على مصور قناة الجزيرة وصادروا كاميرتة واعتقلوا مصور قناة العربية اللذان كانا يقومان بتصوير المسيرة. كما قال احد الجنود أن لديهم أوامر باعتقال اكبر عدد من المتظاهرين, وهم ما تم بالفعل حيث جرى اعتقال عشرات لم نتمكن من التعرف على هويات عدد منهم. وشارك في المسيرة أمين عام نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعتي صنعاء وعمران الدكتور محمد الظاهري، والدكتور جميل عون, والبرلماني احمد سيف حاشد, وأمين عام نقابة الصحفيين مروان دماج, ورئيس لجنة الحقوق والحريات جمال انعم, والصحفي عبدالكريم الخيواني وعدد آخر من الحقوقيين والصحفيين. وسلم المشاركون فور وصولهم رسالتهم عن طريق ممثلين عنهم, إلى النائب العام الدكتور عبداللة العلفي الذي لم يكن متواجدا حينها, لكنهم عادوا بوعود من شخصيات كانت موجودة بالإفراج عن الطلاب عصر اليوم على أن يتم الإفراج عن توكل كرمان صباح غد الاثنين. وقال المحامي عبدالرحمن برمان, مسئول الشكاوى بمنظمة هود، إنهم سينظمون مسيرة سلمية غدا في حال لم يتم الإفراج عن المعتقلين, داعيا إلى تسجيل أسماء المعتقلين والأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء لتوثيقها بالمنظمة تمهيدا لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة. وكانت قوات من مكافحة الشغب والأمن العام والنجدة وناقلات الجند وسيارات تفريق المتظاهرين بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع متمركزة على مدخل بوابة الجامعة, فيما انتشر جنود مزودين بالسلاح والهراوات على جانبي الشارع, قبل أن يشنوا حملة اعتقالات في صفوف المتظاهرين, والإعتداء عليهم بشكل جنوني وغير مبرر. غير أن تلك الإجراءات الأمنية لم تحول دون تحقيق أهدافهم بالمنع والقمع, حيث قرر الطلاب وعدد من النشطاء الخروج بالمسيرة وصولا إلى النائب العام, بينما كانت قوات الأمن المركزي منتشرة بكثافة في جولة مذبح, وهناك جرى الاعتداء على متظاهرين بالضرب. وقال الدكتور محمد الظاهري, أستاذ العلوم السياسية, الذي كان يرفع صورة الناشطة الحقوقية توكل كرمان, إنهم لن يصمتوا على اعتقالها لأنها رمزا للكرامة. وأكد الظاهري في تصريح ل"الصحوة نت" باعثا برسالته لتوكل" أنتي الحرة ونحن المعتقلون في هذا السجن الكبير, ولا نامت أعين الجبناء". كما وجه الظاهري رسالة أخرى لأحزاب المعارضة دعاهم فيها لإثبات أقوالهم بالأفعال نحو السير باتجاه التغيير ودفع ضريبة النضال لتحقيق ذلك, مذكرهم بان توكل عضوة في الإصلاح والمشترك واللجنة التحضيرية للحوار الوطني. حقا لا وقت للكلام, قال الظاهري, الذي بدا غاضبا حيال ما جرى, بصوت واضح"حي على التغيير, حي على النضال". وبالأمس كانت توكل كرمان تتصدر المسيرات وتدعوا للإفراج عن الطلاب المعتقلين, تحولت اليوم إلى معتقلة لدى أجهزة القمع والبطش, لكن محبيها وأنصار الحرية لم يخذلوها, إذ حملوا صورها عاليا فوق رؤؤسهم وعلى صدورهم ينادون باسمها ويطالبون بالإفراج عنها دون قيد أو شرط.