شارك عشرات الآلاف من أبناء محافظة الضالع صباح اليوم الاثنين مهرجان جماهيري ومسيرة سلمية حاشدة أعقبت المهرجان جابت شوارع المدينة ذهابا وإيابا وهي تردد الهتافات المنددة بالمذبحة البشعة التي ارتكبت بحق المعتصمين في ساحة الحرية بصنعاء وقتل المتظاهرين بالرصاص الحي في عدن، والمطالبة برحيل النظام . وتقاطر الآلاف المشاركين من مديريات (الضالع – الحصين – الأزارق – الشعيب – الحشاء - دمت – قعطبة – جبن) إلى مدينة قعطبة وهم يحملون اللافتات والشعارات المطالبة برحيل النظام الحاكم عن حياة اليمنيين والتنديد بجرائمه البشعة ضد المعتصمين والمتظاهرين سلميا في محافظات الجمهورية . وفي المهرجان ألقى الدكتور "محمد عبد الكريم باعباد" كلمة الثورة الشعبية بالمحافظة أكد خلالها حتمية انتصار الثورة الشعبية السلمية ونيلها كافة المطالب الدستورية والقانونية المتمثلة في رحيل النظام، مؤكدا أن دماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص السلطة والبلطجية الذين استخدمتهم لاستهداف المتظاهرين لن تذهب هدرا وهي جريمة لا تسقط بالتقادم وسينال مرتكبوها جزاءهم العادل فالشعب أقوى من كل ظالم ومتجبر وطاغية. وقال باعباد إن السلطة اليوم وضعت نفسها خصماً للشعب تسفك دمه وتزهق أرواحه ظانة أنها بعملها الإجرامي وسلوكها الدموي ستثني الشعب عن هذه الثورة السلمية وستقمع هذه الانتفاضة الشعبية المباركة التي انطلقت من أقصى البلاد إلى أقصاه وتابع: نقول لهذه السلطة ونخاطب رأس النظام إن هذه ثورة شعبية وإرادة جماهيرية وصيحة أحرار وأصوات أبطال ينادونكم .. ارحلوا واتركوا للشعب حريته، كفى قمعاً .. وبطشاً.. وكفى سفكاً للدماء .. وكفى كذباً وكفى تسلطاً.. وكفى نهباً للثروات ومصادرة الحقوق والحريات. وأكد باعباد أن رياح التغيير هبت وأن عجلة الحرية دارت ولا يمكن إيقافها أو إعادتها إلى الوراء وأن النصر قريب، مشيرا إلى أن 33 عاماً من الظلم والاستبداد تكفي وعلى الحاكم أن يرحل. وقال: إن ثورتنا هذه ثورة مجتمعية سلمية انطوت تحتها كل فئات الشعب رجالاً ونساءً شيوخ وشباباً أحزاب ومستقلون طلابا ومثقفون رجال أعمال وأكاديميون أساتذة جامعات وأطباء، هذه الثورة التي قدم من أجلها شعبنا التضحيات ولا يقبل بالمبادرات السياسية التي يعرضها النظام ولا أنصاف الحلول ولا يقبل بأقل من رحيل النظام والاعتذار للشعب، مؤكدا أن هذا التلاحم الشعبي الذي لم يكن معهوداً من قبل لكفيل أن يحقق النصر المنشود وأن يجبر النظام بالتسليم لإرادة الشعب. وأوضح: بأن محاولات النظام اليائسة لإفراغ الشارع من الحالة الثورية ومحاولة احتواء مضمونها قد أعجزه ذلك وهو اليوم يتصرف تصرف اليائس المحتار الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويبحث عن مبررات لارتكاب المجازر والتي تقوده حتماً إلى حتفه وتسوقه إلى نهايته فالشعوب لا يمكن أن تنتهي ولا يمكن أن تموت وهي دائما منتصرة على كل طاغية ومتجبر . وقال: إن إسقاط النظام هو لاستعادة الجمهورية المصادرة والوحدة المهددة والمغدور بها بسبب ممارسات الحاكم ويعيد للقضية الجنوبية مكانها الطبيعي في القضية الوطنية ولأجل تعود لليمن السيادة الكاملة على أراضيه ولا يسمح للطيران الأمريكي وغيره بقصف المواطنين الأبرياء . وأضاف: إن التغيير الذي يسعى له شعبنا هو من أجل بناء دولة المؤسسات والفصل بين السلطات وسيادة النظام والقانون، وإرساء مبادئ العدالة والحرية والمواطنة المتساوية والشراكة في الثروة والسلطة، ضد هذا النظام أذي ألغى كل مؤسسات الدولة وحول الحكم إلى حكم عائلي اسري شبيه بيت حميد الدين. ودان المتظاهرون في بيان لهم بشدة استخدام العنف من قبل السلطة وبلاطجتها للغازات المحرمة دولياً والمشبوهة الصنع مع الرصاص الحي بوجه المعتصمين والمتظاهرين الأبرياء المطالبين النظام بالرحيل، مطالبين بتقديم المنفذين والآمرين للعدالة لينالوا جزءاهم. وأكد المتظاهرون أن دماء الشهداء والجرحى لن تذهب سدى ولن تسقط بالتقادم. وفيما أعلن المشاركون تضامنهم ووقوفهم الكامل إلى جانب إخوانهم الذين يتصدون بصدورهم العارية للرصاص ورؤوسهم الشامخة الحي والغاز السام بصدورهم العارية ويشدون على أيديهم، وحيوا الشرفاء الذين قدموا استقالتهم من الحزب الحاكم وأعلنوا انضمامهم للثورة الشعبية السلمية، داعيين كل الشرفاء الغيورين على بلدهم للانضمام لهذه الثورة لنصنع جميعاً مستقبلاً واعداً وحياة حرة وكريمة. ودعا المتظاهرون أبناء القوات المسلحة والأمن للانضمام إلى شعبهم ونصرة الثورة السلمية خاصة لأنهم - بحسب البيان - أولى من يقف مع الثورة وينصرها، كما دعا البيان الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية للانضمام لهذه الثورة الشعبية السلمية التي أجمع عليها اليمنيون وعدم الانجرار للعنف الذي تريده السلطة والالتفاف حول هذه الثورة حتى يسقط النظام ويرحل. وأكد المتظاهرون بأن القضية الجنوبية بكل أبعادها السياسية والحقوقية والوطنية حاضرة في هذه الثورة الشعبية ولا يمكن بحال تجاهلها أو الانتقاص منها فأنتم طرف في المعادلة السياسية حاضراً ومستقبلاً وشركاء في تحقيق الوحدة. وأكد البيان على أن الثورة الشعبية هي ثورة سلمية وتضم كل فئات الشعب وشرائحه ولا تمثل شريحة بعينها أو هيئة أو جماعة أو حزباً وإنما تمثل كل فئات الشعب وصوتها يمثل كل الشعب، مؤكدا على استمرار هذه الثورة الشعبية بالفعاليات الاحتجاجية السلمية حتى يسقط النظام ويرحل. وفي المهرجان الذي سبق المسيرة أعلن عن انضمام محلي المحافظة ومجالس ثمان مديريات وثلث أعضاء محلي قعطبة إلى صفوف أبناء الثورة السلمية، وأعلنت الهيئات الإدارية للغرفة التجارية والصناعية ونقابتا المحامين والمعلمين هي الأخرى انضمامها إلى الثورة ودعت كافة منتسبيها إلى تقديم كل سبل العون والمساندة للثورة . وأهاب فرع النقابة بكافة المعلمين والتربويين في المحافظة الانخراط في الثورة الشعبية السلمية وتقديم كافة سبل العون والمناصرة لشباب الثورة المصابين والجرحى وذلك عبر جمع التبرعات المادية لهم إسهاما من منتسبي النقابة في تخفيف معانات وآلام إخوانهم لما يخدم مصلحة الجميع . وكانت قد ألقيت في المهرجان الذي سبق المسيرة عدد من الكلمات والبيانات أبرزها رئيس الغرفة التجارية والصناعية بالمحافظة "سعد الزقري" والدكتور "محمد مسعد العودي"، فيما ألقى الشاعر الشعبي "مجيب الرحمن غنيم" قصيدة شعرية ألهبت حماس الحاضرين لدعمها لشباب الثورة الشعبية وانتقادها اللاذع والقوي لرأس النظام ودعوته للرحيل أسوة بأقرانه في مصر وتونس. وكان قد أعلن العشرات من قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام استقالاتهم من الحزب الحاكم أمام الجماهير المحتشدة بينهم أعضاء مجالس محلية، فيما قام البعض بإحراق بطاقات العضوية في ساحة المهرجان.