قدمت خدمات لم تكن لولا الحرمان تظهر فإرادة حرة وفذة تكونت في نفوس اليمنيين مع الأيام تنامت في أحداق الشباب وترجمت أنفاسها بين خلجات الصغار وترقبها الكبار بإنتظار صامت وقهر يصل الليل بالنهار تلك الإرادة الحرة عبرت عن كيانها في إعتصامات صامدة تواصل نضالها السلمي برغم إفراغ القوة العسكرية من كل إمكاناتها في صدورهم وتخبر العالم أن هناك درساً للحرية يأتي كفلق الصبح من أرض الحكمة والإيمان من أرض تعشق التغيير وتبذل في سبيله الغالي وإن كان من فلذات الروح ،اليوم تستقبل النساء أبناءهن وأزواجهن شهداء للحرية ومصير التغيير والنضال يستمر دونما تراجع وهذه هي الإرادة الحرة الأخري التي صنعت نفسها في نضال المرأة اليمنية التي لم تقف عند حدود التفكير البسيط لتنطلق من صناعة الكعك لتجييش الرأي العام وبناء الهمم وشحذ القدرات وتدريب الكوادرلتساهم بشتي ميادين النضال طبياً ومجتمعياً وإعلامياً وتوعوياً ، إرادة إختارت لنفسها الشوارع في مختلف المحافظات لتصوغ رسالة الحرية في عبارات شدهت العقول وبرامج فنية راقية تناسبت مع كافة المطالب وتمازجت مع مختلف مستويات الوعي اليمني بمراحله العمرية . شكراً لأنك زرعت الإرادة حتى في عيون الصغار ورسمت في أعينهم صورة المستقبل وتركتهم فقط ينتظرون رحيلك وسقوطك من كرسي اليمن لتشرق شمس الحرية التي تركوا شوقاً لها منازلهم ، شكراً لأنك وزعت الأدوار بين النساء والفتيات والفتية والصغار والكبار والقبائل ،الطلبة والمشائخ والعلماء ،الأطباء والمهندسين والسباكين والطلبة والمرضي وربات البيوت وجيل الأربعين يوماً كلهم حضروا ليكونوا صفاً يهتف بأسم الرحيل لتمتد إرادتهم لتحقيق المطالب في صياغة الثورة وبناء الدولة الحديثة فلقد إنتهي من سماءهم من اليوم وتحديداً من الثالث من فبراير ثالوث الذل من الفقر والمرض والجهل الذي زرعته وصاية الحاكم وبطشه وسلطانه . شكراً لإنك لقنت الشعب اليمني كلمة أبية وقوية وزرعتها في أفئدتهم وترددت خمسة أسابيع في ألسنتهم فصاغت نفسها في سماء اليمن إرحل فقد طال بك المقام وتلوث الهواء وتمددت أدخنة الفساد تخنق الفضاء شكرً لأنك أوصلت الشعب بأطرافه وأطيافه للقرار برحيلك ورحيل طائفتك وعائلتك وبطانة زرعتها في عيون من صوتوا للأسف وجودك فوق رؤسهم يوماً شكراً لإنك فرزت القدرات وأخرجت إمكانات الشعب اليمني فتلاحمت أيديهم وقبلها مصائرهم في الشمال والجنوب ليكونوا لحمة واحدة لتكون أنت الغريم في دعاوي الإنفصال والطائفية والنزاع القبلي المرير فالإرادة الحرة إمتدت في سماء كل الوطن لتعبر عن رؤية واحدة وهدف عظيم واحد . شكراً لإنك عرفتنا بأناس ممن حولك كانوا للشعب والثورة سياجه الأمين ، ولأخرين للأسف وصموا أنفسهم بعار الخز لأنهم زرعوا سكاكينهم في صدور من هم أخواناً لهم ديناً وأرضاً ونسباً . شكراً لأنك تركت لليمنيين فرصة لمحاكماتك أمام الله إبتداءً ثم أمام الوطن والتاريخ والإنسان والشعب والمظلومين من رحلوا برصاص قناصتك ومن دربتهم وإختزنت أسلحة الدمار لتوزرعها في صدورهم ولن تصمت في جيوب الليل أمهات لهم ونساءً يرددون دعاءً واحد بدمار أركانك . شكراً لإنك كشفت وجهاً لم يعرفه حتي من شغلهم التصفيق لك طوال الأعوام الثلاثون فلقنتهم درساً في سفك الدم الحرام لتكون قذاف اليمن الذي يلتفت إلي أبناء شعبه كالمسعور . شكراً فمن اليوم زرع الأمان وإن تبدأ غير ذلك ولوح للثوار والشعب الأمل من وراء الأفق وإن تخضبت دماءً في الطريق وللحياة الكريمة نفس عميق يتردد الآن في أفئدة المناضلين شكراً ............ اليمن اليوم تصطف علي خط واحد لصناعة مجداً في رحيلك .