صرح مسئولون أمريكيون بان الحكومة الأمريكية تحاول زيادة الضغط على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للتوصل لاتفاق مع المعارضة يؤدي في نهاية الأمر إلى تسليمه السلطة. وصالح شريك في الجهود الأمريكية لمكافحة القاعدة في شبه الجزيرة العربية وهو احدث زعيم عربي يواجه فيضا من المظاهرات الشعبية الساعية إلى إنهاء حكمه المستمر منذ 32 عاما. وتصاعد العنف في اليمن في الأيام الأخيرة. وقال شهود إن الشرطة ومسلحين في ملابس مدنية أطلقوا النار على متظاهرين مناهضين للحكومة في مدينتي تعزوالحديدة يوم الاثنين. وفي تعز جنوبي العاصمة صنعاء قال أطباء بمستشفى إن الشرطة أطلقت النار على محتجين كانوا يحاولون اقتحام مبنى المحافظة فقتلت 15 شخصا على الأقل وأصابت 30 آخرين بجراح. وفي مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر هاجمت الشرطة ومسلحون في زي مدني مسيرة كانت متجهة إلى قصر الرئاسة . وقال أطباء إن ثلاثة أصيبوا بالرصاص وان نحو 30 طعنوا بسكاكين كما تضرر 270 آخرون نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع. وقال المسئولون الأمريكيون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم إن أعمال العنف التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها "مروعة" تثبت أن التوصل إلى نوع ما من الحل السياسي أصبح أمرا حتميا. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في ساعة متأخرة يوم الأحد أن واشنطن "غيرت مواقفها بهدوء" وخلصت إلى "أن من غير المحتمل إن ينفذ (صالح) الإصلاحات المطلوبة ولابد من تنحيه." وسئل متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عما إذا كانت الولاياتالمتحدة ترى ضرورة تنحي صالح فقال للصحفيين"هذا ليس بالضرورة قرارا نتخذه نحن ". وأشار المسئولون الأمريكيون إلى أن القصة ضخمت ولم يصلوا إلى حد القول بان واشنطن تريد تنحي صالح بشكل فوري. ولكنهم أوضحوا أن الولاياتالمتحدة تريده تقبل انتقالا للسلطة يؤدي في نهاية الأمر إلى رحيله. وقال مسئول أمريكي لرويتر "الأمر يبدو على نحو متزايد انه يتعين عليه التنحي" وأضاف أن الولاياتالمتحدة تحاول "زيادة الضغط" على صالح للتوصل إلى تفاهم مع المعارضة التي تطالب برحيله. وأشار المسئولون إلى تصريحات روجعت بدقة لمسئول بإدارة الرئيس باراك اوباما لم يكشف النقاب عن اسمه الأسبوع الماضي كدليل على الجهود المبذولة للضغط على صالح. وقال المسئول في هذه التصريحات إن المواجهة بين صالح والمحتجين تلحق الضرر بالأمن في كل أنحاء البلاد ملمحا إلى خوف أمريكي أساسي من إمكان حصول متشددي القاعدة على فرصة اكبر لاستخدام اليمن كقاعدة. وأضاف المسئول إن "جماعات من مختلف المشارب..القاعدة والحوثيون والعناصر القبلية والانفصاليون.تستغل القلاقل السياسية الحالية والتصدعات الناشئة داخل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لمصلحتها الخاصة.
"والى ان يتمكن الرئيس صالح من حل المأزق السياسي الحالي بإعلان كيف ومتى سينفذ الالتزام الذي أعلنه في وقت سابق باتخاذ خطوات ملموسة للوفاء بمطالب المعارضة يواجه الوضع الأمني في اليمن خطر التدهور بشكل اكبر". وقتل نحو 100 شخص منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في اليمن بما في ذلك قتل قناصة من فوق أسطح مبان في صنعاء 52 من المحتجين المناهضين للحكومة في 18 مارس آذار. ودفع هذا الحادث الذي جعل صالح يعلن حالة الطوارئ كبار قادة الجيش والسفراء وبعض القبائل إلى دعم المحتجين المناهضين للحكومة في ضربة كبيرة للرئيس. وعلى الرغم من طرح إمكانية التنحي لم يتوصل صالح بعد إلى إي اتفاقية حقيقة مع المعارضة. وبدا مصرا على موقفه في تصريحات أدلى بها في مطلع الأسبوع عندما قال انه سيدافع عن اليمن "بالروح والدم." وقال مسئول بالخارجية الأمريكية للصحفيين شريطة عدم نشر اسمه "انه يحتاج بشكل أساسي لإقناع المعارضة." وأضاف انه لو "كان ذلك يعني الرحيل فسيعني ذلك حينئذ الرحيل."