جاءوا من هذه الأرض.. كانوا كوكبة من الطلاب بدؤوا الخروج عن المألوف الذي تكرسه السلطة.. بعضهم ما يزال يتذكر جبال القرية التي غادرها إلى صنعاء، لكن المدينة هنا لا تبدو مريحة للذهن.. تجد نفسك للتو وأنت تدلف بوابة الجامعة قبل الثورة أن عين ضابط الأمن ترمقك بشيء من الريبة، رغم أنك يمني مثله! الدائري اليوم «جولة» من نوع آخر.. أيام تدور، لكن ليس كدوران السلطة الذي يقصده النظام الغاش لرعيته، إنها الدائرة تجيء على النظام من فوق رأسه.. وحده علي صالح أحاط نظامه بالدائري.. لأنه هوى بالسفينة إلى الغرق، فجاء الشباب يهرعون إلى الساحات لإنقاذ السفينة ويطلبون من القائد أن يرحل! هو قال لقناة ال BBC إن المشترك إذا وصل إلى السلطة في اليمن سيكون كارثة على الشعب، ونسي أن السفينة التي تغرق الآن.. هو بسوء قيادته أغرقها، وما يزال معجبا بأنه طوق النجاة لهذا الوطن.. كلا بل ارحل! نحن نكتشف كل يوم أن علي صالح تستهويه كلمة «الرئيس» هو في الحقيقية لم يسأم السلطة، بل لديه الآن رغبة أكبر للرئاسة، كما لو أنه لم يحكم من قبل!! وإلا كيف نفسر إعراضه عن طلب شعبه له بالتنحي، بينما هو ظل 33عاما جاثما على صدر شعبه، يريده أن يسكن لحكمة عير العادل! الرئيس نسي أن حزب المؤتمر الذي يرأسه أودى بالوطن إلى الخراب منذ انفرد بالسلطة في 97م حتى لحظة غرق السفينة الآن.. كذا ينجز علي صالح الوعد..