(الإعلام كل المعركة) هكذا هي القاعدة في الولاياتالمتحدة الإمريكية، أما القاعدة في أنحاء العالم فهي (الإعلام نصف المعركة)، وأياً كان ذلك صحيحاً فإنه من المقرر ما للإعلام ومنه ما يسمونه (البروبجنده) أو الدعاية الإعلامية والإعلانية من أهمية عظمى وتأثيرات واسعة جداً لا حدود لها على الجماهير والشعوب بكل شرائحها وفئات عمرها وبنسب متفاوتة ولكنها في المحصلة النهائية تظل جميعها مرتفعة. ومعركتنا اليوم مع نظام علي (قارح) معركة إعلامية تحكمها تلك المعطيات، وقد أجاد هذا النظام المتهالك اللعبة الإعلامية حتى ليكاد رهانه قائم عليها بدرجة أساسية، ونلاحظ ذلك بوضوح في أكثر من جانب خاصة في (جمعة الضرار) في ميدان السبعين حيث يحشد لها من جميع أنحاء اليمن، فضلاً عن الأعداد من الجيش والأمن الذين ما زالوا لم يحددوا موقفهم من الثورة والتي يسميها نظام علي (قارح) الأزمة، وما هي بأزمة بل هي ثورة بكل المقاييس. ثم يقوم النظام بدبلجة وإخراج صورة أولئك كل جمعة وربما أضاف لهم صوراً قديمة ويجعل من ذلك رسالة للداخل والخارج توهم الخارج وبعض اليمنيين في الداخل بأن نظام علي (قارح) ذو شعبية كبيرة على عكس حقيقته تماماً. ولو أنَّ شباب الثورة الأبطال في جميع أنحاء اليمن أحسنوا إخراج الصور سيما لأيام الجمع وعلى غرار ما صنعه شباب الثورة أنفسهم في الجمعتين الماضيتين في أمانة العاصمة وفي ميدان الستين حيث ظهرت الصور المليونية التي أذهلت الكثيرين في الداخل والخارج والذين تساءل العديد منهم أين كانت هذه الملايين فقلتُ لأحدهم: إنَّ جماهير الثورة في جميع المحافظات تقريباً حصرهم نظام علي (قارح) في الأزقة و (الزنجات) ومنعطفات الشوارع أو في الشوارع الضيقة وبين المنازل والبيوت، ولو أنها ظهرت في ميادين واسعة كما يفعل علي (قارح) في (جمعة الضرار) في السبعين لذهل من في الداخل والخارج من هول الأعداد المليونية والتي لم تقل في الجمعة الماضية عن ستة مليون. ولقد قمتُ بمحاولة حصر المدن والمناطق التي شهدت وما تزال تشهد مظاهرات واعتصامات فوجدتها أكثر من 80 مدينة ومنطقة في جميع محافظات الجمهورية وذلك طوال حوالي 3 أشهر، فماذا لو أُحسن إخراج هذا المشهد المهيب بطريقة أو بأخرى من شباب الثورة الذين هم من الجدارة والكفاءة والقدرة والهمة العالية مالا ينكره أحد؟