احتشد قرابة مليوني مواطن في شارع الستين بالعاصمة صنعاء لأداء صلاة جمعة "وفاء الشعب للجنوب"، والتي خصصت للتنديد بالمجازر التي ارتكبها النظام بحق أبناء الجنوب وآخرها القصف الوحشي الذي تعرض له أبناء يافع بلحج على خلفية مواقفهم المناصرة للثورة. وهتف المتظاهرون الذين اكتظ بهم شارع الستين الغربي على امتداده من جولة عصر إلى أمام جامعة الإيمان، بالشعارات التي تطالب بإسقاط ومحاكمة النظام، كما أطلقوا بالونات في الهواء كتب عليها عبارات تطالب برحيل ومحاكمة السفاح". وفي خطبة جمعة "وفاء الشعب للجنوب"، قال الشاب الداعية "توهيب الدبعي" إن هذا الحشد المليوني جاء وفاء لإخواننا في المحافظات الجنوبية الذين كان لهم قصب السبق في الخروج إلى الشوارع بطرق سلمية ضد هذا النظام". وقال "إن الدماء التي تسيل اليوم في يافع بلحج سوف تتحول إلى شهب حمراء فوق رؤوس القتلة ومصاصي الدماء". ودعا الدبعي، الذي اختطف من قبل الأمن القومي قبل يومين أثناء قدومه إلى صنعاء، إلى تفعيل العصيان المدني لإجبار النظام على الرحيل، مهيباً بكافة التجار ورجال الأعمال والموظفين في كافة القطاعات الحكومية للاستجابة لنداء الثورة بتنفيذ عصيان مدني شامل يومي السبت والأربعاء كأقل ما يمكن تقديمه وفاء لشهداء الثورة الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل أن يحيى اليمنيون حياة حرة وكريمة وآمنة، مؤكدا بأن العصيان المدني هو الوسيلة الأنجع لإسقاط النظام دون الحاجة للزحف إلى القصر. ودعا خطيب جمعة "وفاء الشعب للجنوب" في صنعاء الأشقاء في دول الخليج إلى الانحياز إلى الثورة الشعبية السلمية خصوصا بعد رفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية، منتقداً في السياق ذاته تعاملها معها كأزمة سياسية بين السلطة والمعارضة، وليست كثورة شعبية ضد نظام مستبد. كما دعا الدبعي من وصفهم بالمترددين ممن تبقى من أبناء الشعب إلى الالتحاق بالثورة وتشريف أنفسهم بغبار الميداني، مشددا على ضرورة اقتلاع منظومة الفساد والاستبداد من جذورها. واستعرض الدبعي مساوئ حكم صالح خلال فترة حكمه الممتدة منذ 33 عاماً، والتي قال إنه لم يقف خلالها يوما في صف مظلوم، بل انحاز للظلمة والقتلة وناهبي ثروات الوطن، وسفك الدماء ويتم الأطفال واقهر الأرامل. وفي ختام خطبته، وجه الدبعي دعوة للمجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية لرفع الغطاء عن نظام صالح الدموي والانحياز إلى ثورة الشعب السلمية، مؤكدا بأن الثورة هي في الأساس ضد الإرهاب الذي ظل صالح يستغلها لابتزاز المجتمع الدولي. وأكد بان ثورة التغيير السلمية في اليمن تنشد الحرية والعدالة والمساواة وحسن الجوار والتعامل الآخرين. وكانت الحشود المليونية قد رددت قبل وبعد صلاة الجمعة شعارات منها (صامدون كالجبال حتى يرحل الدجال، يا الله يا ذا المن أسقط طاغية اليمن)، كما شيعت تلك الحشود الشهيد الخامس عشر لمجزرة يوم الديمقراطية "حاميم عبده ناجي"، وأدت صلاة الغائب على شهداء الثورة السلمية في عموم المحافظات، وكذا شهداء الثورات العربية. كما شهدت مختلف ساحات وميادين الحرية والتغيير بمختلف المحافظات اليمنية حشودا مليونية في جمعة "وفاء الشعب للجنوب"، وخرجت بمسيرات متفرقة عقب صلاة الجمعة جابت شوارع المدن الرئيسية وهي تردد الهتافات المطالبة بإسقاط النظام، ومحاكمته، والرافضة لأي مبادرة لا تنص على الرحيل الفوري لصالح ورموز حكمه، وتوفير أي ضمانات تساعده على الإفلات من العقاب. تفاصيل أوفى في تغطية لاحقة