تنتشر في مقاطعة أليكساندرا، الواقعة في شمال جوهانسبيرغ، أسوأ المشاكل الاجتماعية في جنوب أفريقيا، ومنها الفقر، والبطالة، والأيدز والجريمة. ويعد الاعتداء الجنسي من أبرز الجرائم شيوعا في المقاطعة، وفي جنوب أفريقيا بشكل عام. ففي دراسة حديثة أجراها مركز البحوث الطبية في جنوب افريقيا، وجد أن واحدا من كل أربعة رجال قاموا بالاعتداء الجنسي ولو لمرة واحدة في حياتهم، وأن نصف المعتدين قاموا بهذا الفعل مرات عدة. وأجرت شبكة CNN مقابلات مع بعض الرجال في المقاطعة الذين اعترفوا بارتكاب الاغتصاب الجنسي، وفي سياق الحديث بدا أنهم لم يشعروا بفداحة ما ارتكبوه في حينها. وقال هؤلاء إنهم نشأوا والرجال من حولهم يعاملون المرأة بازدراء، و يعدونه أمرا يجب الافتخار به. وقال أحدهم، طالبا عدم كشف هويته، إنه قام باغتصاب جماعي مع ثلاثة من أصدقائه لفتاة قابلوها في إحدى الحفلات. وأضاف: "لم أشعر بوجود أي مشكلة في هذا الفعل، و لكني شعرت بفداحة الفعل عندما ذهبت إلى دورة المياه و وجدت صديقي يغتصبها وهي تبكي." وقد أمضى جميع هؤلاء الرجال وقتا في السجن بتهم أخرى لا تتضمن الاعتداء الجنسي. من جهته، قال محامي الدفاع السابق، زويليثيني سونو، إن جهاز الشرطة لا يتمتع بالكفاءة، كما أن الادعاء غير قادر على القيام بدوره، فهو غير مدرك لحجم الجريمة و أثرها على نفس الضحية، و أضاف أن إجراءات إصدار الحكم تأخذ الكثير من الزمن مما يمنح المتهمين فرصة الخروج من السجن. كما قال سونو إنه قرر أن يكرس نفسه لمساعدة ضحايا الاغتصاب عندما أثبت براءة موكله الذي اعترف لاحقا لصديقه بارتكاب جريمة الاغتصاب في 2005. ويلقي سونو اللوم على التمييز العنصري الذي ساعد في انتشار العنف و تشتيت الأسر مما أدى إلى نشوء الأولاد في الشوارع بلا قدوة لهم يرشدهم إلى الصواب. أنديل غالاسوي، إحدى ضحايا جرائم الاعتداء الجنسي، تشجع النساء على التحدث عن الجرائم التي يتعرضن لها. تعرضت غالاسوي للاعتداء الجنسي من قبل والدها حينما كانت صغيرة، كما كانت ضحية لنفس الجريمة من قبل سائق أجرة. و هي الآن تقول إن العار الذي يصيب الفتاة يجعلها تتكتم عن ما حدث لها. وقد تستغرق عملية القضاء على هذه الظاهرة عدة سنوات، و لكن سونو و غالاسوي يحاولان خوض المعركة لتغيير الوضع، حيث يقول سونو إن عليه تغيير ذهنية المجتمع و حث الناس على منح النساء و الأطفال الدعم و الحب الذي يحتاجوه. تعرضت الحكومة في جنوب افريقيا للانتقاد لعدم بذلها الجهود الكافية للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية، و لكن جهود الحكومة غير كافية بدون جهود أشخاص مثل سونو. وقد أفاد ناشطون في مجال حقوق الإنسان أن معظم حالات الاعتداء الجنسي في جنوب أفريقيا لا يتم الإبلاغ عنها.