أصبح في وقتنا الحاضر من أراد أن يظهر أو أن ينتقل الى عالم الشهرة بسرعة الضوء وأن يصبح حديث المجالس وعنوان مقالات الصحف ونقاشات الشباب على صفحات الفيسبوك عليه أن يبحث عن شخصية مشهورة ( سياسية أو دينية أو قبلية ) فهو يعلم أن تلك الشخصيات لها مناوئين يتساوى مع عدد المؤيدين , ثم يكيل لها التهم وينشر لها الإساءات بسبب أو بدون سبب وسيحصل على ما يريد تجد هؤلاء المنشغلون بعبادة ذواتهم لا ينظرون لأنفسهم إلا من خلال ما يقوله الأخرون عنهم , فشعورهم بالنقص وفقدان الثقة بالنفس جعلهم لا يستطيعون العيش خارج دائرة التنازع والجدال والشجار فيبحثون عما يستطيعون من خلاله إثارة الخلافات بين الناس والوصول الى أكبر عدد من الردود سواءً كانت إيجابية أم سلبية , أهم شيء أن يستمر مؤشر التعليقات بالصعود في بورصة الشهرة اخر هؤلاء اللاعبون على أوتار الشهرة الدكتورة : ألفت الدبعي التي أظهرها حزب الإصلاح كأحد الأوجه الشبابية في الثورة ثم رشحها لعضوية مؤتمر الحوار الوطني وأخيراً عضو في لجنة كتابة الدستور , أراد الإصلاح من خلال دعمه لها إسقاط التهم التي توجه إليه بهضم حقوق المرأة السياسية ومحاولة تقديم صورة مغايرة لما يشاع ضده تظهره حزباً منفتحاً يعطي المرأة حقها السياسي الى جانب أخيها الرجل لكن ( الطبع غلب التطبع ) اذا كان الرجال لم يتمكنوا من العمل السياسي بسبب عقود الاستبداد فكيف بمن كانت بالأمس تعمل في ميدان الطبخ والغسيل أن تتحول بين عشية وضحاها الى العمل السياسي , فقد فهمت الأخت ألفت الرسالة خطأ واعتبرت دعم الاصلاح لها بمثابة تصريح لها بتجاوز كل القيم والأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع لتثبت للأخرين بأنها إصلاحية ليبرالية كما سماها علي البخيتي فلم تجد شخصية تستطيع ان تكسب الشهرة من خلالها وتثبت ما قاله البخيتي عنها سوى الشيخ الزنداني لتطالبه بالتوبة عن أفكاره المتطرفة وتتهمه بدعم القاعدة والإرهاب وبدلاً من رفض مخرجات الحوار الوطني قد نختلف مع الشيخ الزنداني في بعض ما يقوله عن مخرجات الحوار الوطني وهذا شيء طبيعي فهناك الكثير من اليمنيين يرفضون مخرجات الحوار الوطني ويعتبرونها تضر بوحدة الشعب حسب ما يرونه هم ولكل ٍ نظرته ورأيه , لكن أن يتحول الخلاف إلى هجوم واتهامات جزافا ومحاولة التهجم على شخصية لها تقديرها فهذا يعد تعدياً على قيم وأعراف الشعب اليمني الذي يقدر العلماء والقادة ويعطهم حقهم في الاحترام أياً كانت آراؤهم فنحن لم نسمع يوماً الشيخ الزنداني يؤيد تنظيم القاعدة او ما يرتكبونه من جرائم بحق الإنسانية ولم نسمعه يفتي بالانضمام الى صفوفهم , أما قضية الجهاد في افغانستان في الثمانينات فقد ساهمت فيه الأمة بأكملها ودعمته دول عربية وإسلامية كالسعودية وباكستان واليمن وغيرها وعندما أتهمت أمريكا الشيخ الزنداني بالإرهاب رفض اليمنيون التهمة تلك بكل فئاتهم حتى الحكومة لأن أمريكا لم تستطع ان تقدم دليلاً واحداً يدين الشيخ , فكيف اكتشفت ألفت أنه إرهابي بعدما عجزت امريكا ؟ ام أنها موضة حب الشهرة وعبادة الذات التي إذا سيطرت على شخص أعمت البصيرة والبصر !!