محافظة الحديدة، أرض تهامة، عروس البحر الأحمر، ثاني ميناء رئيسي للجمهورية، استقبلت الصيف كعادتها مُثقلة بالمآسي التي تلحق بالمواطنين في فصل الصيف. تعيش المحافظة حالة من الوضع المزري؛ يرجع سببه إلى تدني الخدمات الأساسية التي تحتاجها، بالإضافة إلى أزمات المشتقات النفطية، ناهيك عن التهاون من قبل السلطة المحلية تجاه كل المشاكل التي تواجه المحافظة. كابوس الإنطفاءات الكهربائية، لا زال يواجه أبنائها فيثقل كاهلهم بالمعاناة، ويكبدهم الخسائر المادية والجسدية، فلا يرحم صغيرهم، ولا يوقر كبيرهم. هو شبح كل عام، فالانقطاع المتسمر للتيار الكهربائي في علاقة طرديه بارتفاع درجات الحرارة؛ فالانطفاءات تزداد مع زيادة درجات الحرارة، وفي نهاية الشهر تأتي فاتورة الكهرباء الوهمية لتضاعف حجم المأساة!! بعض الشباب يجد مخرجاً، فيفترشون الارصفة في منتصف الليل؛ لعل وعسى تأتي الرياح لتخفف من معانآتهم. ولكن ما هو المخرج للشيوخ الصامتين الشاكين إلى المولى قهر كُهولتهم، و النساء البائسات اللاتي يكتفين بالنظر بصمتً مؤلم إلى أطفالهن الصارخين من شده الحر!! شبحٌ آخر يُخيم على بعض الأحياء السكنية، انقطاع المياه المُتكرر، وعدم توفير الخدمة، بشكل كافي يتناسب مع احتياجات المواطنين، بالرغم من عدم شحة المياه في المحافظة، مما يسهل للجهة المختصة معالجة المشكلة، متى ما توفرت الإرادة بحلها. مياه الصرف الصحي تفيض كل يوم؛ بسبب غياب الصيانة الدورية لشبكة المجاري، بالإضافة إلى إهمال الجهات المُختصة، رغم المطالبات بإيجاد حلول جذرية، وليس وعود وهمية لحل هذه المشكلة، و التي تعرض المواطنين للإصابة بالعديد من الأمراض والأوبئة. الكثير من القاذورات المنتشرة على أطراف الشوارع، و وسط الأحياء السكنية، يُبشر بكارثة بيئية ستفتك المدينة وسكانها، وإذا أستمر الإهمال فالكارثة قادمة لا محالة!! في الحديدة محافظ هَزيل، و وكلاء مُتفرجون، ومُؤسسات غير فعاله!! باختصار، الحديدة تستغيث فهل من مُغيث!! * كاتب حقوقي وسياسي [email protected]