لا يزال مئات الآلاف من أبناء محافظة الحديدة يتجرعون بشكل يومي المعاناة نتيجة الإنطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي والتي أصبحت كابوساً يثقل كاهل المواطنين البسطاء مستهدفاً حياتهم المعيشية، ومكبداً إياهم العديد من الخسائر والأضرار المادية والجسدية، وفي مقدمتهم الأطفال وكبار السن، إضافة إلى معاناة المرضى. وتوالت على أبناء المحافظة هذه المشكلة عبر السنوات الماضية دون إيجاد أي حلول لها رغم الحالة الاستثنائية، خاصة في فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة مما يزيد من معاناة أبناء المحافظة ولم يتخذ أي إجراء عملي لحل هذه المشكلة المتفاقمة خلال السنوات الماضية.
وشهدت مدينة الحديدة احتجاجات مطالبة بفصل محطة توليد «رأس كتيب» عن محطة مارب الغازية للتخفيف على أبناء المحافظة عند خروج المحطة الأخيرة عن الخدمة واستمرار التيار الكهربائي، مراعاة لما يتجرعه المواطنون من معاناة تتزايد يوماً بعد يوم، خاصة وهم قادمون على دخول شهر رمضان المبارك حيث ستزيد معاناة المواطنين بشكل مضاعف.
وليست الكهرباء وحدها هي من تؤرق سكان الحديدة، فكثير من المشاكل التي تواجهها الخدمات الأساسية تحاصر المواطنين، وأهمها مشاكل الصرف الصحي وطفح المجاري في الأحياء السكنية والشوارع الرئيسية بصورة متزايدة وانعدام هذه الخدمة في المدن الثانوية والتجمعات السكانية في محافظة الحديدة، مما تسبب في انتشار كثير من الأمراض ومغادرة بعض السكان في بعض الأحياء لمنازلهم دون إيجاد حلول عملية من الجهات المختصة خلال الأشهر الماضية من قبل السلطة المحلية رغم المطالبات المتكررة لحل هذه الإشكالية.
وشدد المحتجون الذين تظاهروا يوم السبت بالحديدة في بيان لهم على سرعة تنفيذ الخطة الطارئة لكهرباء الحديدة التي أعلن عنها المجلس المحلي وإعادة النظر بصورة جادة لتسعيرة الكهرباء لسكان محافظة الحديدة وتخفيضها بصورة تتناسب مع وضع المحافظة وطبيعتها الجغرافية ممثلة بارتفاع درجة الحرارة التي ترتفع لأقصى درجة. مما يعني زيادة في الاستهلاك وارتفاع التكلفة التي تثقل قدرات المواطنين الاقتصادية.
كما طالبوا بسرعة وضع الحلول الجذرية لمشكلة الصرف الصحي وطفح المجاري التي تنذر بكارثة بيئية والعمل الجاد والمستعجل لمعالجة انقطاع المياه بشكل كلي عن بعض الأحياء السكنية والانقطاع المتكررة لبقية الأحياء وتوفير الخدمة بشكل كافي ومتناسب مع الاحتياج لاسيما وأن مصادر المياه والآبار الارتوازية موجودة ولا توجد مشكلة في شحة المياه في الحديدة وأن المشكلة متمثلة في تقصير السلطة المحلية في معالجة تلك الإشكالات البسيطة والمقدور على حلها عند توفر الشعور بالمسؤولية في تسيير وتيسير حياة المواطنين.
والتقى ممثلون عن المشاركين في المسيرة بمحافظ الحديدة أكرم عطيه الذي وعد بإيصال رسالة أبناء المحافظة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي للتوجيه بفصل محطة رأس كتيب عن محطة مأرب الغازية للتخفيف على أبناء المحافظة عند خروج المحطة عن الخدمة واستمرار التيار الكهربائي.