(1) …الفيسبوك يكاد أن يكون صورة مصغرة من الواقع ، بلا رتوش ، الكتابات فيه بأقلام أصحابها .. بدون ضغط كل واحد يعبّر عن ما يخطر بباله وما هو مخبوء في خوالجه ،فأصبح المرء مخبوء تحت صفحة حسابه في الفيسبوك ، بدل لسانه ! (2) المساحة البيضاء في الفيسبوك تغري بالكتابة ...ولذلك نتساءل هل يصنع الفيسبوك كاتبا ؟ قد تعرفنا - كقرّاء- على كتّاب لم ينشروا إلا في الفيسبوك ،، ومن بعد ذلك وجدت أعمالهم طريقها إلى الصحف.. وكأن الفيسبوك مساحة للتجربة الأولى على الكتابة ! (3) .. الغرب سمّى الفيس بوك شبكة "تواصل اجتماعي" ، لكننا العرب حولناه إلى شبكة "تدابر اجتماعي" ! من خلال كمية المهاترات على صفحاته … (4) علمني الفيسبوك: - أن الدنيا مليئة بالخيرين مثلما هي مليئة بالأشرار ، و الفيسبوك نموذج مصغر لهذه الدنيا ..... - أن الوجوه تتغير في كل لحظة وكذلك الأمزجة والآراء كما تتغير أوجه مرتادي الفيسبوك حسب الطلب ! - أن الصداقات قابلة للحذف في أي لحظة ، تماما مثل العلاقات الحياتية القابلة للحذف في أي لحظة ! - أن سرقة الحساب أمر وارد في الحسبان ، مثلما سرقة المستقبل في الوطن العربي أمر وارد في الحسبان ! - أن الكثرة لا تدل على الجودة أبدا ، فهناك "لايكات" كثيرة لمنشورات تافهة، فلذا لا أعوّل على كثرة المتواجدين أو المناصرين ، بل على الفكر "المنشور" نفسه.. - أن المواقف والأفكار لا مجاملة فيها.. - أن التغيير سنة الحياة - ولو كانت هذه الحياة افتراضية ، فالفيسبوك كل يوم في حال.. - أن الحياة افتراضية مثل التواجد في الفيسبوك ! - أن أخرج من ضيق المهاترات البينية إلى فضاء المشترك الإنساني..