الذين كتبوا يستنكرون موقف المشترك (وخصصوا الناصري والاشتراكي) في البرلمان من سحب الثقة عن الحكومة. أحيطكم علماً بأن ما وصلكم من أن (الناصري والاشتراكي والإصلاح) وقفوا ضد تغيير الحكومة وإصلاح اختلالاتها ليس دقيقاً ولا صحيحاً مطلقاً. والصحيح هو أن (الاشتراكي) هو أول من طالب بتغيير الحكومة في مؤتمر الحوار الوطني ، والصحيح هو أن نواب (الناصري والاشتراكي والإصلاح وكثير من المستقلين) هم من وقفوا ويقفوا وسيقفوا دائماً وأبداً مع قضايا الشعب واحتياجاته وينحازوا إلى حريته وكرامته ، قبل أن تصحو ضمائر إخواننا نواب المؤتمر الشعبي العام بزمنٍ طويل. وأنا أتحدى .. وأتحدى .. وأتحدى أن تُتاح تسجيلات جلسات مجلس النواب (منذ2003) للجمهور والمهتمين حتى يعرف الناس من هم النواب المنحازون إلى الشعب وقضاياه ، ومن هو الآخر الذي لا تهمه إلا مصالحه الشخصية وولاءاته الضيِّقة. لكن خلافنا القائم الآن مع إخواننا نواب المؤتمر الشعبي (فيما يتعلق بالحكومة) هو في أمرين اثنين: الأول: المرجعية التي يستند عليها المجلس في اتخاذ قراراته ، فالمؤتمر يريد أن يستقوي بمرجعية (الأغلبية) التي يشكلها في المجلس ، والجميع يعلم كيف حصل عليها ، ونحن نواب (المشترك) نريد أن يستند المجلس على مرجعية (التوافق) الذي ألزم بها "مؤتمر الحوار الوطني " ، وحددته المبادرة الخليجية التي وقَّعَتْ عليها جميع الأطراف. الثاني: الطريقة التي تتغيَّر بها الحكومة أو تُسْحَب عنها الثقة فالمشترك يرى أن تتفق الأطراف أولاً على الحكومة البديلة (القادمة) ، سواءً كانت (تكنوقراط) أو غيرها ، حتى لا يحدث للدولة (فراغ) يشبه ما تعانيه دول أخرى ومنها الشقيقة لبنان ، بينما يرى المؤتمر سحب الثقة دون أي التزامات مُسْبَقة ، وهو ما يجعلنا نتخوَّف على وضع البلد ، من التأزيم والمكايدات. وللتذكير فقط .. فإن نواب المشترك هم من وقفوا منذُ بدايات المجلس في 2003: (1) ضد حروب صعدة. (2) ضد تسريح العسكريين في الجنوب. (3) ضد نهب القطاع العام باسم الخصخصة. (4) ضد صفقات الغاز والنفط ، وضد الفساد ما ظهر منه وما بطن. (5) ضد الاعتمادات الإضافية والعبث بالموازنات العامة. (6) ضد التمديد والتوريث والعبث بالانتخابات. (7) ضد بقاء سجل الانتخابات المُزَوَّر. (8) ضد .. ضد .. ضد .. ضد .. بينما كان غيرهم {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ}!! ولكن وبسبب محدودية عدد نواب المشترك (أقل من 60) ولأن المؤتمر قد حصد الأغلبية الساحقة في البرلمان (أكثر من 240 والجميع يتذكَّر الطريقة التي استخدمها) فإن أصوات نواب المشترك في المجلس كانت قبل ثورة فبراير2011 تذهب أدراج الرياح .. عتبي على (إعلام) المشترك ومحدوديته ، في الوقت الذي لعِبَ فيه إعلام (المؤتمر) ومن والاه ونسَّق معه دوراً (غيرَ صادقٍ) ولا (جاد) ولا (ملتزم) في نقل الوقائع إلى المجتمع. "من صفحته في الفيس بوك"