لم يتورع طواغيت الحكم الامامي المعاصر يوماً عن ارتكاب كل فعل قبيح، استباحوا فيه حرمات وطنهم ، قتلوا النفس المحرمة في سبيل مصالحهم والإبقاء على مخططاتهم الخارجية في السطو والسيطرة ، والحكم بالقوة ، قطعوا أواصر القربى والرحم، نشروا الرذيلة ، والجهل ، والمناطقية ، والسلالية المقيته مارسوا أنواع التجهيل العالمي للشعب اليمني، لم يتورعوا حتى عن أعمال الشعوذة والسحر، لمكايدة خصومهم، فتحوا على اليمن المسلمة شعارات المكيدة والدمار الكافرة وكذا أبواب الشر والفساد .. عاثوا في الأرض فساداً وإفساداً، استثمروا مشاريع الشعارات الزائفة و الكاذبة لحساباتهم الخاصة، تاجروا بدماء الاطفال والشباب في سبيل الوصول الى السلطة المحرمة، واليوم بدأت هذه الأصنام المهترئة تقتل الناس ، وتروع الامنين ، فتارةً تفجر المساجد وتارة اخرى تهدد القرى والمناطق مع حملة التهجير والاعتقالات الواسعة ، والمصاحبة لها تفجير مزارع وبيوت ، ومقرات المخالفين فالظلم والطغيان، هو التصور الحقيقي الأصيل للاستبداد. : إن الاستبداد السياسي جزء من نظرية الاستبداد وطغيان السلطة في المجال الاجتماعي والإنساني بشكل عام، فهو، كما قال الكواكبي، يبدأ من سلطة الأب، حتى يصل إلى مستوى الحاكم والممارسة السياسية، كما يشتمل على مجموعة من الظواهر السياسية، فإنه يشتمل على ظواهر اجتماعية أيضًا، مثل استبداد الرجل ضد المرأة، والاستبداد في التربية والتعليم، والاستبداد الثقافي والفكري. - الفساد السياسي، من بين صوره القفز إلى سدة الحكم قهرًا، وزوال سيادة القانون، والحؤول دون المشاركة السياسية، ومركزالقرار والحكم، والقضاء على ذوي الحيثية داخل الدولة والوطن ، وسيطرة بطانة السوء، وتبني آليات الدولة البوليسية، وقمع حرية الرأي والتعبير، فالسلطة المستبدة التي يتأثر بها الفرد أو بعض الأفراد هي تلك التي تمارس الحكم دون أن تكون هي ذاتها خاضعة للقانون الذي يمارسه سلطانه فقط على الشعب. اليمن وعلى مدى تاريخها الطويل معاناتها كامنة في هذه الهيمنة السياسية ، لقرون واليمنيون لم يهتدوا لطريقة ما تجعلهم يديروا شؤون حياتهم دونما هيمنة أو وصاية ممركزة في شخص أو فئة أو قبيلة أو منطقة أو سلالة أو عائلة أو مذهب المسألة لا تقتصر هنا على فئة أو جماعة أو تنظيم سياسي أو جهة جغرافية بعينها ، بل أجدها عضالاً مزمنا يستولي على تفكير معظم اليمنيين ، فذهنية التسلط ماثلة في تصرفات رب العائلة مع زوجته وأولاده كما ونراها مسلكا مع الآخرين وفي نطاق الحي والمدرسة والقرية والمسجد والصحيفة والوظيفة والدولة ووووالخ بمعنى أخر, إنها ثقافة جامعة كونتها قرون من الاستبداد في تاريخ اليمن القديم وأرادت الان بعض القوى انتاجها حديثاً. والسؤال الذي مازال يطرح في هذه الأيام كم بقي من الوقت حتى تصل القوات الامامية مدعومة بالخونة من القادة والمقودين الى تفجير الوضع في صنعاء والعبث بمؤسسات الدولة والاستيلاء عليها وتحويلها الى ثكنات عسكرية تقاد منها حملات القتل، والتطهير، والتهجير لكل من خالف هذا النظام الكهنوتي ، و مازال السيد في شمال الشمال يفكر بحريق صنعاء باستمرار، وما نشهده هذه الايام من تحركات مشبوهة في العاصمة وما حولها ، وتخزين للسلاح في الحارات والمقرات ، وشراء لولاءات وذمم مدنية وعسكرية لهو خير دليل على ذلك ويكون بذلك قد انجز السيد ما خطط له سلفاً وجعل اليمن يترنح من جديد في حقبة زمنية تعيسة اشبه بالاحتلال الاجنبي وربما اشد.