منذ بداية تشكل حكومة الوفاق الوطني التشاركي بين الأحزاب التوافقية أنقسم الشارع السياسي وأصبح كلاً يغني على هوى حزبه ،ضاربين بنصوص مخرجات الحوار الوطني ظهر الحائط ،تلك المخرجات الكفيلة بإنتشال اليمن من وحل الأزمة العصيبة التي تمر بها أذا ما طبقت على ارض الواقع،تاركين واجباتهم الوطنية خلف ظهورهم،همهم الشاغل كيفية استغلال مواقعهم الحكومية لخدمة مصالحهم ،وتوظيفها لصالح الحزب الذي ينتمون إليه ولإرضاء الأطراف الخارجية والشخصيات المتبنية للحزب الذي يدين لهم بالولاء مقابل صرةً من المال،فأصبح ولائهم الوطني يتجلى أمام الشعب بالإعلام ،أو في بعض القضايا التي تعود عليهم بالمردود أياَ كان نوعه ،والذي يصب في صالحهم بطريقةً أو بأخرى ،بينما مواقفهم التي يدعٌون بأنها مواقف وطنية،ما هي إلا نكهات متعددة لطبخاتهم المغلاه بكفاح ونضال الشعب،في الظاهر رحمة وولاء وطني ،وباطنها مدجج بالنفاق ،فما نسمعه شي وما نراه على الساحة شيً أخر لاعلاقة له بما يتفوهون،منتهزين بذالك المرحلة الإنتقالية التي هيئت لهم المناخ المناسب للإستحواذ،ولفرض سيطرتهم التامة على مؤسسات الدولة التي كانت من نصيبهم ،والأمر من ذالك إسلوبهم الممنهج بإقصاء القوى الشعبية الأخرى وذوي الكفاءات من حصصهم الوزارية،فأصبحت نظيفة من الأيادي الوطنية ،وجعلها تابعةً لهم بشكل تام ،تاركين الوطن يحلق على بساط سماوي طائر تعصف به مواقفهم إلى حيث يريدون أن تتوقف مطامعهم ،ناهيك عن تلك المحاصصه بين الأحزاب المختلفة ،وتبادل التهم والأكاذيب فيما بينهم . إن الأدوار الحزبية تجاه مجريات الوضع الحالي ركيكة جداً،وسرعان ما تتلاشى وتغيب بغياب مصالحهم ،وتتغير بتغير قرار مرجعياتهم الشخصية،والقبلية والخارجية ،لا أنسئ في هذا المقام الدور الوطني لبعض الأحزاب الوليدة،ومواقفها المشرفة والمتوجة بالمصلحة الوطنية، ولكنها تعني من التهميش والإقصاء. إني أخاف من تلك الأحزاب المدعية للعلمانية ،وتلك المقنعة بقناع ديني ،والقبلية أن تحول مجرى الأحداث الأخيرة وأخص بالذكر رفع الدعم عن المشتقات النفطية،وتوظفها لتفقس بيوضها. رسالتي إلى كل حزبي أن يغيب مصلحة الحزب ،ويوطن ولاءه لخدمة مصالح الوطن العليا،فاليمن بحاجة إليكم الان أكثر من أي وقتٍ مضى ،إصلحو خلافاتكم الحزبية وإبدؤو ببناء الوطن