اتخذت قوى النفوذ في الماضي والحاضر من مفردات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية شعارات تنادي بها وهي من روحها أبعد ، وهربت من استحقاقاتها إلى اتهام الخصوم بالانقلاب والتمرد وتلتها حروب عبثية، واليوم تكرر المعزوفة السابقة لتتكرر العواقب ذاتها فشعارات الدفاع عن الثورة والوحدة ومكتسباتهما يرفعها شركاء الفساد في السلطة الحاكمة في وجه الشعب اليمني الذي تفتك به عوامل الفقر والبطالة والذل والحرمان مداراة لفشلهم وللتغطية على جرائمهم وحفاظا على مصالحهم وأجنداتهم الحزبية والشخصية الضيقة والمشبوهة. معزوفات ادعياء الثورة وعبر عقود من الزمن لم تكن غير اساليب ترهيب وقمع وابتزاز سلطوي للصوت المعارض لفرض واقع وحال لا يمكن للناس مجرد التفكير بتغييره. فتحت تلك العناوين شنت السلطة ست حروب عبثية على أبناء محافظة صعدة طالت كل مناحي الحياة فقتل فيها الألاف وأصيب اضعافهم ودمرت القرى والمنازل والمزارع وهدمت دور العبادة وشرد عشرات الالاف وفي المحافظات الجنوبية رفع شركاء الفساد والإجرام شعار الوحدة او الموت وصبغوه بطابع مذهبي ومناطقي كان سببا في اجتياح السلطة للمحافظات الجنوبية الأمر الذي أثر سلبا في نفوس المواطنين وترك ثلما غائرا في جسد الوحدة الوطنية ترفض السلطة الحالية حتى الان معالجته وتطبيبه. الانتهازيون الجدد معارضو الأمس وحكام اليوم يكررون نفس الأخطاء وبنفس الأساليب والطرق والشعارات يواجهون خصومهم ومعارضوهم فشعار الدفاع عن الجمهورية واهل السنة تصدر حروب حزب الإصلاح ومليشياتهم القاعدية في كل دماج وكتاف ووادي خيوان وصولا إلى محافظة عمران وبالرغم من فشلهم الذريع في فرض اجنداتهم وتسويق اتهاماتهم. الا انهم يعادون الكرة ويرفعون شعارات لازمتهم منذ عقود لكن هذه المرة في مواجهة الطبقة الكادحة والمسحوقة من أبناء الشعب اليمني التي ساءها سياسة السلطة على كل المستويات. فشتان بين الاصطفاف والالتفاف فالأول قائم على قضايا وطنية لا تحمل اللبس ومن جهات عادلة ومنصفة فيما الأخر يكون بنية التبرير والكذب والخداع وتسومه قوى موغلة في الفساد والإجرام ولعل ما يحدث اليوم من السلطة الحالية ما هو الا تكرار سيناريوهات النظام السابق في مواجهته لثورة الشعب السلمية من خلال حشد الجماهير مستغلين كل مقدرات الدولة وإعلامها وبدلا من الحديث عن الشرعية نجدهم اليوم أكثر عنصرية واستخفاف بمطالب الشعب واهدافه والتي كانت حاضرة في أوساط جماهيرهم ومسيراتهم الإقصائية.