الجزء الخامس من المشهد الأول. سيف : مالي أراكما، كأن الأرض قد شدت عيونكم إليها، ألا يكفي بأني قد انتقمت لكما..انتهت 4 يزيد : أنت أم الفرس؟ سيف : لا تفسد فرحتنا بالنصر عليهم وإخراجهم من اليمن. ديمانوس : لكنه ذلك الملعون الذي أبى إلا أن يلحقنا إلى هنا. سيف : دعك منه، وشاركني ويزيد الفرحة، ودعكما مما قلناه وقاله. يزيد : (ذارعا ذهاباً وإياباً، وحول نفسه) أي فرحة مجروحة نفرح بها، أي فرحة، والفرس علينا قائمون، (يقف صامتاً..ينظر إلى سيف للحظات). يزيد : ليتك يا سيف أحييت ثورتي بعد موت أبرهة، كانت يا سيف دولتهم قد ضعفت، وخلاف يكسوم ومسروق، وقتل مسروق ليكسوم ..فلماذا يا سيف..لماذا؟ سيف : (منفعلاً) سبق وأن خضنا في ما قلته، فلماذا تأبى وتفسد فرحتنا ؟ يزيد : ما سمعته منك وأبرهة، كان جديداً لم أسمعه، فكان لابد وأن أخوض من جديد. سيف : كان جديداً عليك، نعم، وواقع الحال كان غائباً عنك..واقع كان يستدعي الاستعانة بالفرس، فلماذا ما سمعته فقط؟ يزيد : أي واقع، ودولتهم قد ضعفت، وخلافهم بلغ مبلغاً قتل فيه الأخ أخاه، هو واقع والرب لو كانت فيه ثورتي لانتصرت . ديمانوس : (ساخراً) أي غرور هذا يا يزيد، تفترض واقعاً من خيالك، أي غرور هذا يا يزيد وقد فرضته، ونصرت نفسك، أنها والرب أحلام اليقظة التي هربت إليها لتنتقم فيها من أبرهة. يزيد : (ضاحكاً) أنت يا ديمانوس..أنت تتحدث عن الغرور، وأنت المغرور..غرك الملك فتجاهلت من حولك، هم من نصحوك وقالوا في وجهك لا عندما وجدوك مخطئاً، وقربت من قالوا في وجهك (نعم) عندما وجدوك مخطئاً..غرك الملك..تجاهلت من حولك، لم تعمل لهم حساب، هم الحبشة وروما..غرورك لم يمنعك حتى من تجاهل روما، وهي وفارس الدولتان اللتان تحكمان العالم، دول تحتلها، ودول تابعة لها. ديمانوس : لو أنك حدثتني بكنت، إلا أنك حدثتني كأني الآن..ما كنته قد ولى بحسناته وسيئاته، أنت الآن المغرور، الغرور الذي يفضحه خيال صاحبه. يزيد : حسنات وسيئات الملك لا تولي، تبقى للأجيال القادمة..الأمم القادمة. ديمانوس : (ساخراً) ما قلته يعرفه الناس، الصغير قبل الكبير، وأريد إذا كنت لا تعرف، وغير الملك، ما يتركه الأب لأبنائه، ما يتركه حتى لحم الإبل، فإن كان طيباً ترك مذاقاً حسناً، وإن كان كريهاً ترك مذاقاً سيئاً. يزيد : كأن أبرهة، كان صادقاً..يا أسفاه يا ديمانوس، يا من كنت ملك اليمن، يا من كنت مليكي، وما قلته جعلني، بل يكاد يجعلني أصدق ما قاله عنك أبرهة. ديمانوس : (منفعلاً)..ها أنت تعود إلى غرورك وإلا فماذا قلت؟ يزيد : لم تع ما قلت، صدق أبرهة، يا أسفاه يا من كنت ملك اليمن، فهل تعي ما قلت حتى لا أصدق؟..لا أريد أن أصدق أبرهة الحبشي، حتى ولو كانت فيك، وأنت اليمني ملك اليمن حتى ولو صدق أبرهة. ديمانوس : ما قلته والرب نضحه خيالك المغرور يزيد : خيالي المغرور، أم ما قلته، وأنت تساوي بين الملك، والرعية، بل ولحم الإبل..ما يتركه الملك، يتركه للبلاد كلها، أرضاً وإنساناً، حاضراً ومستقبلاً وما يتركه غيرك، يخصه وأهل بيته. ديمانوس : بل خيالك المغرور، وأنت تفسر ما قلته كما أوحى لك خيالك المغرور، كأني لا أعرف، وما تركته سوف يظل حديث الناس، ما دام الناس على هذه البلاد على هذا العالم . يزيد : (ساخراً) وماذا تركت ورائك ؟ ديمانواس : تركت ما دمره ارياط الحبشي . يزيد : هم المستبدون، يعمرون البلدان ولا يتركونها إلا بعد من يأتي ليدمرها، كان من الداخل أو الخارج. هم المستبدون لا يعمرون، يتركونها خراباً..يا أسفاه يا ديمانواس جعلتني، كأني سوف أصدق أبرهة. يتبع