إن المتاعب للمشهد اليمني وعلى وجه الخصوص خلال السنة والنصف الماضية تقريباً، يكاد أن يجزم بأن اتفاقاً أُبرم بين فئة نفر قليل وفي حدود ضيقة جداً خرج منها قادة الحكومة وأعضائها وكذا العسكريين والمشايخ..الخ، ذلك الاتفاق جاء لتعريف ما تبقى من مراكز قوى بحجمها الحقيقي بعد أن كانت تقف حجرة عثرة أمام تحريك الحالة اليمنية نحو الأفضل كما أرادها شباب فبراير 2011 في ثورتهم السلمية، وظلت تلك المراكز التي نهبت ثورة الشياب تمارس كل أنواع الاستبداد والإقصاء للآخر وباسم ثورة الشباب المنهوبة.. وفرضت طوقاً من السياج الفكري والعضلي ضد كل كفاءة تحب الخير للبلد حتى وصل الواقع اليمني إلى هذا السوء الذي لا يوصف..! وبرغم تسارع الأحداث التي كانت ذروتها في يوم الأربعاء 21 سبتمبر 2014م، وما أحدثته من هلع وخوف للمواطنين والأطفال في المنطقة الغربية من أمانة العاصمة هجرتهم جميعاً إلا القليل منهم جداً وهو ما يُعاب على منفذي ذلك الاتفاق السري للغاية، وهو الإجراء الوحيد في الواقع اليمني الذي يُعتم عليه بتلك السرية منذ أمد.. أتمنى أن يكون ذلك الدهاء قد حدث بين الرئيس والسيد لتفتيت ما تبقى من تلك القوى التي شاخت فكراً وشكلاً وتتاح فعلاً للقوى الشابة والجديدة أن ترسم وتنفذ ملامح الغد اليمني المشرق، وإلى هنا وكفى أنين وطن ومكوناته.. وتشكيل رئيس وأعضاء حكومة الكفاءات هو من سيصدق قرائتنا للمشهد من عدمه.. وكلي أمل في أن يصدق قرار الرئيس بتشكيل الحكومة بإظهار وجوه جديدة يداها نظيفة ولم تتلطخ بعد بلوثة الفساد ووصماته ليغفر التاريخ وأناسه عنائهم وشظف الماضي القريب للرئيس.. فبماذا يا ترى يخبرنا قرار الرئيس خلال الساعات أو اليوم القادم؟! [email protected]