كلما اشتدت الأمور في البلاد انبرت الحكومة لحلها بتشكيل لجنة وفي بعض الأحيان أكثر من لجنة ظناً منها ان اللجان ستحل المشاكل وتعمل على تبريد الأمور وتجميد الأوضاع في الثلاجة حتى تمر الأزمة وبعدها يعلن عن حل هذه اللجان دون ان نعرف ما أنجزت وما الذي قدمته فمثلما جاءت اللجنة ذهبت وفي بعض الأحيان تتسبب هذه اللجان في تعقيد الأمور أكثر وأكثر. فاللجان التي تم تشكيلها عشية الثلاثين من نوفمبر وبقرار حكومي تتكون من عدد كبير من الوزراء ووكلاء الوزارات ومراء العموم في الوزارات وبعضهم أقل من ذلك والقليل منهم مختصون لكنها تفتقد للخبراء والكفاءات والكوادر التي يمكن أن تعمل على وضع الحلول للقضايا التي كلفت بها . فعندما نمر على اللجنة الاقتصادية التي يفترض أن تعمل على دراسة الوضع الاقتصادي والمالي في اليمن ووضع برنامج شامل ومفصل للإصلاح الاقتصادي لتجفيف منابع الفساد وغيرها لا نجد فيها خبير اقتصادي بمعنى الكلمة أو خبير في الجوانب المالية والإدارية بل انها تضم شخصيات من وزارات تم اختيارهم عشوائياً فمعظمهم نعرفهم في كل اللجان التي يتم تشكيلها من زمان وهذه هي الخبرة التي يمتلكونها فقط لأنهم لو كانوا خبراء لأصلحوا أوضاع وزاراتهم وجهاتهم التي يعملون فيها لكن فاقد الشيء لا يعطيه وستنتهي هذه اللجنة كما بدأت دون فائدة. واللجان الاخرى التي تم تشكيلها لمعالجة القضية الجنوبية وقضية صعدة تتكون من الوزراء الفاشلين الذين اثبتت الأيام أنهم لم يحلوا أي مشكلة ولم ينجحوا في معالجة أي قضية بل الذي يهمهم في الموضوع كله المبالغ التي ستصرف لهم كبدل جلسات واجتماعات والسيارات المدرعة التي ستصرف لهم وغيرها من الحوافز أما العمل فاعتقد انهم سيقترحون نفس الحلول التي وضعت للقضيتين في مؤتمر الحوار الوطني وسيحيلونها للحكومة لتنفيذها مثل اللجنة الاقتصادية التي لا شك انها ستقدم نفس الحلول التي قدمت في الحوار وبالتالي فلم يكن هناك ضرورة لتشكيل هذه الجان فما على الحكومة سوى تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار فقط والحفاظ على أموال الدولة التي سيتم صرفها على هذه اللجان واجتماعاتها وتنقلاتها. اعتقد اننا في هذا البلد مغرمون إلى حد الجنون بتشكيل اللجان التي ثبت ان معظمها فشلت في تأدية المهام المناطة بها بل ان الكثير من هذه اللجان أسهمت في زيادة العجين في هذا البلد وزادت من ازماته ومشاكله ولنا في المثل الشعبي القائل "إذا أردت ان تعجنها لجنها " خير دليل على هذا الكلام ويمكن ان يكون رئيس الحكومة الجديد يريد ان يستكمل العمل لدخول اليمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية في عدد اللجان الفاشلة . والأهم في نظر المواطن أن الواجب على هذه الحكومة ان تعي جيداً مسئولياتها وتعرف أن مصالح الشعب أمانة في عنقها فقد أقسم أعضاءها اليمين على أن يحافظوا على البلد وأمنه واستقراره وممتلكاته وأمواله وليس بعثرتها على لجان العجين الوطني. اليمن اليوم