الإنسان بفطرته كائن مسكون بالمحبة,فمنها أتى وبها يعيش ويكبر،وفي حدائقها تزدهر حياته وتثمر مآلاته..هي القوة الدافعة الخيرة للنماء المستدام،والإيمان هو الحب،فإذا نُزع الحب أصبحت الحياة صحراء مجدبة،فهل لنا أن ندع ينابيع المحبة المحبوسة خلف الأسوار تتدفق لإرواء عطش هذا العصر،كي نستحق رضا الله وننال محبته..؟ لما نقسو على أنفسنا،ونحبس أنوار الفطرة السليمة خلف ضباب الكراهية ؟،حيث وإن هذه الأخيرة تأتي -بسلوكها وثقافتها-في قمة ملوثات الروح والنفس..تحجب عن المرء ملكات الترقي والسمو والابتكار والإبداع،إضافة إلى مضاعفاتها المرضية الوخيمة على الجسد كبنية بيو-فيزيائية-إجتماعية،وغير ذلك الكثير من الكلف الباهظة على المجتمع. لو علمنا فقط ماهية الكراهية،لما بقينا لحظةً أسرى جدرانها..الكراهية هي بحق عبودية اختيارية:أن تكره شخصاً ما،يعني ذلك،أن تتيح له فرصة استعبادك،إذ لا تستطيع منه فكاكاً..يكون تفكيرك وكل وجودك مشغولاً به،وتحت سطوة تأثيره..هي معضلة مرضية تأتي على النفس والقلب والضمير. والدواء الناجع لمثل هكذا داء هو التسامح،والدواء الأنجع والمجاني والأكثر تأثيراً وفعالية هو محبة من تكره،فبهذا يحصل التحرر التام من الداء ومضاعفاته. ولذلك فإن التحرر من الكراهية والعودة للفطرة يعتبر بحق استثمار مجدىً للأفراد والمجتمعات،وأكثر من حرصنا على الاستثمار في حياتنا المادية،وجب علينا الانتقال للاستثمار في قلوبنا وأرواحنا ونفوسنا،فليس هنالك ما هو أريح وأربح للإنسان من صفاء القلب والروح والنفس،وذلك لن يتأتى إلاَّ بسلوك طريق التسامح والمحبة..! - فهل يمكننا اجتراح مثل هذه البطولة قاصدين بذلك وجه الله الكريم ..؟