تأتي النفوس الحاقدة التي تربت على الحقد وكراهية الحياة الآمنة والمستقرة وتتوق إلى حياة الفوضى والتخريب والتدمير، لأنها لا ترى نفسها إلا في ذلك الوضع العدواني، ولأن التعبئة الفكرية التي تربت عليها لا تعترف بالفطرة الإلهية المحبة للخير والسلام والوئام الاجتماعي، وعاش أصحاب تلك النفوس بعيداً عن منهج الإسلام الحنيف فغرقوا في الضلال والجهل فضلوا وأضلوا كثيراً من الناس. إن حاجة المجتمع اليوم إلى العقول المستنيرة بنور الله التي تنبذ الإرهاب وتجعل من الإسلام عقيدة وشريعة نور البصر والبصيرة فتنبذ العنف والخراب، ولا تقبل بدعاة الشر والفتنة، والمجتمع اليمني أهل إيمان وحكمة شهد لهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن إيمانهم بالإسلام عقيدة وشريعة قد جعلهم أرق قلوباً وألين أفئدة، وقد خاطبهم الله سبحانه وتعالى: “يا أولي الألباب”، ولذلك فإن ظاهرة الإرهاب والغلو والتطرف لا يقبل بها اليمنيون لأن الإسلام الحنيف يرفضها جملة وتفصيلاً، ولأن الإسلام الحنيف دين الرحمة للعالم بأسره والتسامح الذي كفل حق الحياة الكريمة للناس كافة. إن الفكر المستنير يمنع التطرف والإرهاب ويربي أهله على منهج الاعتدال والوسطية ويجعل حب الوطن من الإيمان، ولذلك فقد أثبت اليمنيون عبر التاريخ الطويل أن إيمانهم بالله يسري في شرايين دمائهم وهو أساس وجودهم في الحياة وسر بقائهم شامخين، ولذلك فإنه من المستحيل أن يزايد عليهم أحد باسم الإسلام، لأنهم أهله منذ اللحظة الأولى لبزوغ فجر الإسلام. لقد برهن اليمنيون عبر مراحل التاريخ أنهم دعاة محبة وسلام وأهل حضارة وعمران، ولم يقبلوا يوماً بدعوات الظلام والفتن، وظل اليمنيون دعاة محبة وسلام وتعايش ويحافظون على جوهر الإسلام الحنيف ولن تضرهم محاولات الحاقدين، لأن فكرهم المستنير سيمنع الإرهاب ويمنع العنف ويحقق الخير الدائم للناس كافة بإذن الله.