أرى أن البعض ما زال في عتمة الليل لايريد أن يرى النور، ولأنه كذلك فإن حياته كلها بؤس وشقاء، والسبب أنه لا يريد أن يتعلم من تجارب الحياة ويستفيد من إيجابياتها ويتجنب سلبياتها، وهذا العناد الخطير ناتج عن التربية الفكرية المنغلقة التي لم تسمح بالإطلاع والتفكر والتأمل فيما هو صواب وما هو خطأ. إن الإصرار على الأفكار المتخلفة أمر بالغ الخطورة على الحياة العامة، ولذلك ينبغي العودة إلى منهج الاعتدال والوسطية الذي ينطلق من الإسلام عقيدة وشريعة ويحقق التسامح والتصالح ويخلق الوئام والمحبة في أوساط المجتمع ويمنع الاحتراب ويزيل الحقد والكراهية ويعزز الوحدة الوطنية ويصون السلم الاجتماعي. إن أحداث الإرهاب والعنف لا تمت بصلة إلى ديننا الإسلامي الحنيف، ولا تعبر عن أصالة وعراقة الشعب اليمني الذي جعل من الإسلام عقيدة وشريعة منهج حياته وعنوان مسيرته، ولذلك فإن الشعب كله يرفض الإرهاب والعنف ويدينه وبشدة ولا يقبل بالأفكار المنحرفة التي يروج لها البعض ممن عبئت عقولهم بأفكار الظلام والجهل، وقد بات على المجتمع اليوم أن يكون أكثر يقظة من أجل حماية أمنه واستقراره ووحدته. إن اليمن اليوم في أمس الحاجة إلى وحدة الفكر التي تخرجه من حالة التناقضات المصطنعة التي تحاول زرع الفتن وإقلاق السكينة العامة وتشتيت وحدة الشعب وتعطيل عجلة التنمية وإيقاف التحديث والتطوير الذي ينشده اليمنيون، ولعل إشغال اليمنيين بالأفكار المتضاربة والتي لاتمت بصلة إلى جوهر الإسلام الحنيف هي في إطار المحاولة لإضعاف قدرات الدولة اليمنية المعاصرة ومنع اليمنيين من المضي في استكمال بناء دولة النظام والقانون في إطار المشروع الحضاري والإنساني الذي ناضل من أجل تحقيقه اليمنيون منذ وقت مبكر. إن الفعل الوطني والديني والإنساني الذي ينبغي أن يكون هو العمل من أجل إنجاح مهام حكومة الوفاق الوطني وتغليب المصالح العليا للوطن على المصالح الذاتية على اعتبار أن إنجاز تلك المهام هو عنوان المرحلة القادمة ليصنع اليمنيون من خلال ذلك صفحة جديدة في تاريخ الحياة السياسية تضاف إلى الصفحات الخالدة في حياة الشعب،ولذلك ينبغي إعلان اصطفاف وطني كامل من أجل مواجهة كل التحديات والمضي قُدماً في تنفيذ أولويات المرحلة المقبلة بإذن الله.