يظل الفكر المنغلق والمتحجر مصدر خطر على حياة الإنسانية ولايفك طلاسمه إلا الحوار الواعي الذي ينطلق من الإسلام عقيدة وشريعة ويجعل الوطن فوق الأهواء، على اعتبار أن حب الوطن من الإيمان، وقد برهنت الأحداث الدامية أن التعصب الأعمى لايثمر إلا شراً، وأن التمترس خلف الأفكار المنغلقة لايقدم نفعاً للبلاد والعباد بقدر ما يجلب الشر المستطير ويشعل نار الفتنة ويهدم البناء ويشغل الأمة عن مسار التقدم والتطور الذي ينشده الإنسان. إن الحوار وسيلة حضارية ودينية وإنسانية لايمكن الاستغناء عنها، ولابديل من أجل الوصول إلى كلمة سواء تقود الجميع إلى جلب المنافع ودرء المفاسد وتحقيق الخير النافع للناس كافة، وهنا ينبغي التأكيد على مبدأ الحوار أنه من ثوابت الحياة بدونه تزول المفاهيم الإنسانية وتنتهي القيم الحضارية الدينية وتتحول الحياة إلى جحيم. لقد علمنا التاريخ أن الحياة الآمنة والمستقرة تقوم على الحوار والتفاهم بين بني الجنس البشري وأن الحضارات الإنسانية لم تقم إلا في ظل الحوار الإنساني الذي يكفل حق الحياة والعيش الشريف للكافة، ولم تبدع الأمم إلا في ظل الوئام والسلام الاجتماعي، وكان الحوار من مكارم الأخلاق التي جاء الإسلام الحنيف ليعززها ويقوي مبادئها ويجسد ثوابتها في الحياة الإنسانية الكريمة. إن الحوار وسيلة الإنسان للتفاهم مع أخيه الإنسان؛ ولذلك ينبغي على اليمنيين كافة أن يتمثلوا قيم وأخلاق وآداب الحوار من أجل الوصول إلى كلمة سواء للانطلاق نحو آفاق المستقبل الأكثر إشراقاً؛ من أجل إضافة جديدة يضيفها اليمنيون في مجال إرساء التقاليد الحضارية والإنسانية إلى تاريخ اليمن السياسي الناصع ولعل المستقبل يبشر بخير الحوار بإذن الله.