لا يرسي التقاليد الحضارية والإنسانية من في قلبه مرض على الإطلاق، لأن إرساء التقاليد الحميدة يتطلب قلباً طاهراً وذهناً صافياً ونفساً راضية خالية من عقد الحياة وأحقادها.. كما أن من في قلبه مرض لا يمكنه أن يقدم الخير للإنسانية بقدر ما يزرع الشر وينشر الكراهية ويؤلب على نفسه الناس بجور فعله الذي لا يبشر بالخير والسلام والإنسانية. لقد سعدت بطلاب كلية الإعلام سعادة بالغة لما لمسته لديهم جميعاً من الروح الوطنية العالية والحس الحضاري الراقي، والإدراك الواعي لمتغيرات الحياة ومستجداتها والجد المتواصل من أجل البناء العلمي والمعرفي والبعد عن التعصب الأعمى والانحياز الكامل للعلم والمعرفة، وقد شرفت بتدريسهم مادتي العلوم الإنسانية والجغرافيا السياسية. إن مكمن سعادتي الإخلاص المطلق للعلم والمعرفة والإصرار والمثابرة والشعور بالمسئولية الدينية والوطنية والإنسانية والقدرة على إيجاد الفعل الحضاري والإنساني الذي يعبر عن العمق الحضاري لإنسان اليمن منذ آلاف السنين والتحلي الكامل بمكارم الأخلاق التي منها الوفاء والعرفان والإخلاص. لقد جسدت الدفعة السابع عشرة لخريجي كلية الإعلام هذه المعاني الإنسانية والدينية والحضارية في اختيارها لنفسها تسمية دفعة الصالح لتعبر عن تلك القيم الإنسانية الرفيعة ومنها الوفاء والإخلاص، أما الوفاء فهو لصاحبه الرجل الصالح علي عبدالله صالح الذي تحقق في فترة رئاسته للجمهورية مالا يحصى من الإنجازات الوطنية التي تأتي في مقدمتها إعادة وحدة شطري الوطن الواحد في 22مايو 1990م واستخراج ثروات الأرض وإرساء دعائم الممارسة الديمقراطية وتثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة وصيانة التعددية الحزبية والمواقف القومية والدولية التي أعادت لليمن مكانتها في العلاقات الدولية، ولذلك كان واجب الوفاء يحتم على ذوي القيم الدينية والوطنية والإنسانية تقديم الوفاء بذلك. أما الإخلاص فهو الولاء المطلق لله سبحانه وتعالى ثم للوطن اليمني الواحد والثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر والوحدة اليمنية الخالدة والقيادة اليمنية المنتخبة ممثلة في المشير عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية الجديد، وبذلك الفعل الحضاري والاحتفاء في حفل التخرج بإنجازات الوطن ورموزها مثّل أبهى صور الألق الإنساني والحضاري وعرّف الكافة بقيم الوفاء والإخلاص، فألف تحية لطلابنا وطالباتنا والمزيد من إرساء تقاليد المحبة والتسامح لتعزيز الوحدة الوطنية وإضافة لبنة جديدة في صرح اليمن الجديد بإذن الله.