إن ترسيخ التقاليد الديمقراطية واحد من أعظم القيم الإنسانية التي أصل لها اليمنيون منذ فجر التاريخ القديم، بل أعتقد أن ترسيخ تقاليد إنسانية يحقن دماء البشر ويمنع الاحتراب والاقتتال أعظم إنجاز إنساني يقود الأجيال القادمة إلى الاحتذاء به والسير على نفس النهج الذي يعزز الوحدة الإنسانية ويعمق روابط الحياة، والعكس من ذلك من يعمل على سن سنناً سيئة وخطيرة سيتحمل وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين. إن النضال الذي أبداه أبناء اليمن منذ فجر التاريخ المتعلق بالحفاظ على مبدأ التداول السلمي ومنع الوصول إلى السلطة على الاحتراب والاقتتال والانقلابات والمؤامرات كان من أعظم الأعمال الإنسانية التي دافع عنها الشعب اليمني خلال فترة الأزمة وكان الإصرار على الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الهدف الذي عززه اليمنيون ووصلوا إليه في 21فبراير 2012م ،وبذلك الفعل الانساني الذي أقدم عليه اليمنيون من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة أرسى اليمنيون النهج الديمقراطي وعادوا بذلك الأسلوب الحضاري إلى الجذور التاريخية التي سبقت العالم بآلاف السنين بعد انقطاع وعودة ومحاولات رعناء لطمس معالم الحس الحضاري والإنساني. إن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع التي حدثت في 21فبراير 2012م قد حقن الدماء وصانت الوطن وعزز الاتجاه الحضاري والإنساني وأعطى مؤشراً جديداً على المستوى الذي وصل إليه اليمنيون في الانتقال من حوار البنادق إلى حوار الأفكار والعقول المستنيرة، ولذلك فإن الحوار الوطني الشامل الذي سيجري في 18مارس القادم هو نقطة الانطلاق نحو المزيد من إرساء القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية التي تعزز بناء الدولة اليمنية الحديثة وتمنع الظواهر المخلة بالحضارة الإنسانية وقيم الدين والوطن. إن الاستعداد الكبير الذي أجراه اليمنيون للحوار الوطني الشامل واحد من معالم الحضارة الإنسانية التي تميز بها الفكر الاستراتيجي السياسي اليمني، وبقي أن يمضي اليمنيون صوب إنجاح ذلك الحوار الذي سيوصلهم إلى فبراير 2014م من أجل إرساء تقاليد حضارية انسانية تؤسس للأجيال القادمة بروح الأمانة والمسئولية الدينية والوطنية والإنسانية بعيداً عن التسلط والاقصاء . رابط المقال على الفيس بوك