إن تثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة كان من أعظم الإنجازات التي حققها اليمنيون خلال الأزمة السياسية الراهنة، وكان لهذا الإنجاز أثره الإنساني في العالم؛ لأنه رسم صورة حضارية لإنسان اليمن المعاصر، الصورة التي كان البعض يحاول تجسيدها في أذهان المتابعين للحياة السياسية في اليمن من العالم، بل إن تثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة أعاد لليمن اسمها الذي عرفت به، وهو اليمن السعيد، وبنيت الأزمة السياسية أن التعساء هم نفر قليل، وهم من يريدون خلق الفوضى ولا يقبلون بالديمقراطية ولا يعترفون بمبدأ التداول السلمي للسلطة بقدر ما يستخدمون وسائل غير مشروعة من أجل الوصول إلى السلطة التي باتت معبودهم. إن الحديث عن التداول السلمي للسلطة الذي صنعه اليمنيون بإرادتهم الحرة المستقلة وعبر صناديق الاقتراع من خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير 2012م، حديث عن الوعي الإنساني الذي جسد قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : «الإيمان يمان والحكمة يمانية»، وحديث عن المستوى الحضاري الذي دونه التاريخ عن اليمن السعيد الذي تداوله الفكر السياسي الإنساني منذ آلاف السنين، ودليل جديد يقدمه اليمنيون عن يمنهم الميمون الذي أصبح غرة في جبين التاريخ. إن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع عبر الانتخابات الحرة والمباشرة لاختيار الحكام واختيار الممثلين من الشعب في السلطة التشريعية والمحلية معلم حضاري يحق لليمن الذي أرسى تقاليده أن يفاخر به أمام العالم، وأن يقدم من خلاله النموذج الإنساني الذي يمنع الاقتتال والاحتراب، ويحقن الدماء، ويصون الأعراض، ويعزز الوحدة الوطنية، ويحترم الإرادة الكلية للشعب مالك السلطة ومصدرها. إن الاحتفاء بإرساء التقاليد الديمقراطية رسالة إنسانية للعالم بأسره بأن اليمن لم يعد يقبل بالانقلابات والتآمرات والحروب الدموية من أجل الوصول إلى السلطة، وأن اليمن قد حدد وسيلة وحيدة للوصول إلى السلطة وهي الانتخابات التنافسية التي تمكن الشعب من الاختيار السليم الذي يجسد الإرادة الكلية للشعب، وقد بات لازماً على العالم أن يحترم هذا الاتجاه الإنساني ويسانده من أجل خير الإنسانية وتحقيق السلام بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك