الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية الثاني والعشرين من مايو 1990م يأتي هذا العام عقب خروج اليمن من النفق المظلم الذي حاول البعض وضع اليمن فيه جزاء الأزمة السياسية الخانقة التي جلبت الضرر كل الضرر إلى البلاد والعباد وكان يهدف من خطط ومول بهذه الكارثة تمزيق وحدة اليمنيين أرضاً ودولةً وإنساناً ، وكنا قد حذرنا من التآمر على وحدة اليمن ، وقلنا بأن من يتآمر على اليمن سيفضحه الله ، وهاهم اليمنيون يحتفلون اليوم بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية ووحدتهم تزداد تلاحماً وتضافرا وألقاً رغم المعاناة وبؤس الأزمة . إن الاحتفال بالثاني والعشرين من مايو 1990م في هذا العام يأتي بدلالات حضارية وإنسانية وديمقراطية أكدت للعالم بأسره بأن اليمن بلد الديمقراطية والتعددية السياسية والانفتاح الحضاري والإنساني وأن وحدتهم أرضاً وإنساناً ودولة عامل أمن واستقرار للمنطقة العربية والقرن الإفريقي والعالم بأسره ، كما أن دلالات الاحتفال بالثاني والعشرين من مايو في هذا العام أن اليمنيين كافة قد حققوا انتصار الإرادة الكلية للشعب التي تؤمن بالديمقراطية الشوروية والتداول السلمي للسلطة ، وأن اليمنيين كافة قد شبّوا عن الطوق ولم يعد أحد منهم يقبل بالفوضى والتخريب وأنهم جميعاً قد اختاروا طريقاً مشروعياً وحيداً للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها وهو الانتخاب الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع الذي جسد مبدأ امتلاك الشعب للسلطة . إن الاحتفال بالثاني والعشرين من مايو 1990م هذا العام رسالة للإنسانية بأن اليمنيين رسل سلام ووحدة ولايمكن أن يقبلوا بالأساليب الغوغائية أو الفوضوية ، وهم بذلك الفعل الإنساني الذي حافظوا به على الشرعية الدستورية والتجربة الديمقراطية يقولون بلسان عربي فصيح: أن اليمن اليوم لايمكن أن يقبل بالتراجع إلى الخلف وأنه ماضٍ في طريق الخير والسلام والديمقراطية الشوروية التي عززت الوحدة الوطنية وجسدت الإرادة الكلية للشعب ، وبات على من مازال في النفق المظلم أو المغرر بهم أن يدركوا أن اليمن أبقى وأعظم من المصالح الذاتية ، وينبغي الدخول في الحوار الوطني الشامل إذا كان لديهم قضية وطنية حقيقية تخدم الوحدة الوطنية وتعزز المشاركة السياسية وتجسد فرض هيبة الدولة وسلطان الدستور بإذن الله.