الشعب اليمني بأكمله أو غالبيته كما يقول عبدالملك مع قائد المسيرة وثورته الشعبية , لذا يستطيع عبدالملك ببساطة إقناع الشعب برفض الدستور يوم الإستفتاء عليه , وتنتهي المشكلة من أساسها , مشكلة نصوص مخالفة لرغبة الشعب كمشروع الأقاليم الستة و نصوص أخرى متعلقة بالحريات و الاحزاب السياسية و سلاح الجماعات الطائفية . لكن الحوثي يعلم أنه يكذب كما يتنفس , ويعلم أن الشعب ليس معه ويلفظ مشروعه الكارثي , ويؤيد إرساء العدالة والمساواة و تقاسم السلطة والثروة ودولة الحكم الرشيد , ولذا فلا مجال للحوثي سوى إظهار مايجيده فقط وفرض رأيه بالقوة وبلطجة الخطف والإرهاب . مسلسل إنتهاكات وجرائم الميليشيا لاتنتهي , واخرها حادثة اختطاف مدير مكتب الرئاسة أحمد عوض بن مبارك , و في اليوم التالي قامت الميليشيا في مكان اخر بقتل رئيس محكمة بني الحارث ونجله , والقائمة مستمرة , وهي نتيجة طبيعية مادامت الميليشيا موجودة يسودها الجهل وتلبس عباءة الدين وتتمنطق السلاح وثقافة فرض الأمر الواقع والقمع و مصادرة اّراء الاّخرين . ليست المشكلة فقط , في ممارسات وانتهاكات ميليشيا الحوثي , و لكن المشكلة الأكبر , فرض رأيها و تعميم إتجاهاتها , والخضوع لإملاءاتها , وجميعنا نتذكر كيف فرضت الميليشيا تغيير يحيي المراني بعد اختطافه , و كيف فرضت تغيير المرشح بن مبارك لرئاسة الحكومة , وتغيير محافظي المحافظات ومسئولين بارزين في عدد كبير من الجهات الرسمية المدنية والعسكرية . لذا فالسيناريو المفترض الان , وفقاً للمعطيات السابقة ينص على أن ..بن مبارك لن يعود إلى منصبه السابق في الرئاسة , وسيتم إقالته أو إجباره على الإستقالة , كما لن يعود بن مبارك إلى أمانة مؤتمر الحوار الوطني , ولن تصبح له علاقة بالدستور ولجانها المقرة . وهنا تكمن المشكلة , و الكارثة التي تعزز شريعة الغاب , وتعمل على إنهيار مقومات الدولة بشكل متسارع , وبالتأكيد , هذه المرة ليس الهدف الدستور فقط , ولكن أيضاً تقويض أركان سلطة الرئيس هادي , و معها الدولة ومؤسساتها المختلفة , وهنا تكمن خطورة المرحلة وتداعياتها الكارثية . حادثة الإختطاف بعثت عدة رسائل أهمها أن الحوثي وحلفائه لا يمزحون , وأنهم سيمنعون بالقوة كل ما يعارض مسارهم القادم , وأهمها محاولة إنهاء تاريخ تكتل الفيد التاريخ وبقاء السلطة والثروة في مربع أعيان القبيلة والدين وقادة عسكر شمال الشمال , كما ينتظر الحوثي رسالة أصداء الحدث من الشعب ومدى رفضه أو حياده أو قبوله بما حدث و بمسار الحاضر والمستقبل . الكرة الان بالذات , في ملعب هادي لتحديد هويته بشكل قاطع , وهي التي ستظهر بجلاء عند تغيير أو رفض إستبدال بن مبارك , أيضا , عودة مدير مكتب الرئاسة من عدمها ستضع ملامح الخطوة القادمة إلى حد كبير ..و الحسم يقترب .