هناك صراع أزلي بين الحق والباطل صراع لا ينتهي ليختبر الله الصادقين هل يقفون في وجه الباطل هل يسعون لإحقاق الحق ونصرته والذود عنه حتى لو كان الثمن أرواحهم لذلك أعد الله لهم أجرا"عظيما وبالمثل كانت النار مثوى لأهل الباطل وحلفائهم حكمة إلاهية تتضح جلية من الأحداث التي وقعت عبر العصور. شخصية أذهلت المؤرخين والكتاب والفلاسفة هي شخصية رجل من عظماء التاريخ هو الحسين بن علي بن بنت رسول الله حفيد محمد وأحب الناس لقلبه , هذه الشخصية التي نفضت غبار الذل والخنوع عن أمة جده المصطفى بعد إستفحال الشر فيها وخروجها عن النهج القويم والمبادئ السامية التي جاءت في رسالة الإسلام الخالدة , فلم يكن الحسين مجرد إنسان عادي فقد تربى في بيئة إيمانية نبوية محمدية هاشمية قرآنية في خير أسرة وأكرم نسب فهو بضعة محمد وريحانة المصطفى من خير أم وخير أب في بيئة سماتها الخلق القرآني والهدي النبوي الشريف . بلغ الظلم والجبروت ذروته وأستفحلت قوى الإستكبار ذاك العصر وتخاذلت النفوس وتقاعست العزائم فلم تجعل الحسين في منأى عن الشعور بالمسئولية وأن يأخذ على عاتقة هم الأمة جمعاء وخرج متوكلا" على الله وواثقا" به لم يكن له جيوش ولم يكن لديه المال ولكن كان لديه شيئ لا يملكه سواه هو ثقته بالله هو اليقين هو الضمير الحي الذي ظل يحيا في رعاية الله وصحبته وحوله الآلاف من الضمائر الميته والنيات السيئة كان إيمانه بالله عميقا ومتجذرا في تلك النفس الزكية الواقفة مع الحق الذي لا تمحوه ولا تنهشه قوى الباطل الشيطانية فخرج الحسين في بضعة من أهل بيته ليصل كربلاء فكانت كربا" وبلاءا" تروي أبشع قصة في التاريخ قصة حفيد محمد وإبن فاطمة وإبن علي وكيف تخاذل من يعرفون الحق عن نصرته وكيف تحالف الباطل وحزبة ليفتكوا بالجسد الطاهر ويمنعوا الماء عنه فيرفع وليده لعلهم يرحموه ولكنهم نالوه بنبالهم وأحرقوا الخيام وقتلوا أهله ونالوا من سيد الشهداء بسيوف شيطانية حاقدة تضمر الحقد لنبي هو أعظم شخصية إنسانية وأحب من في البسيطة لربه وحينها قطع الرأس الشريف بإيدي داعشية فداعش وجدت منذ أن قطع رأس الحسين ولكنهم ظنوا أنهم بقطعهم رأسه سينهون ذكره ولكن هيهات بقي ذكرى وتخلد وأنتشر نسله في خمس قارات وصار اليويد وإبن زياد والشمر وعمر بن سعد في مزبلة التاريخ. لم تنتهي الحكاية فالحسين موجود في كل عصر وكربلاء في كل زمن واليزيد وأعوانه في كل وقت وأوان ولكن المسميات أختلفت فكربلاء هي مران واليزيد هو يزيد بشكل جديد والحسين هو ذاته الحسين هو من خرج مناديا" للوقوف في وجه الباطل ليقول صرخة الحق لينطقها عالية الله أكبر والموت ليزيد العصر أمريكا والموت لإبن زياد والشمر في هذا العصر إسرائيل واللعنة على اليهود الذي قتلوا الحسين في كل عصر وجهر بصرخة عالية لينصر الإسلام فكانت كربلاء في مران فحوصر وهو مع أهل بيته ونساءه وأطفاله ليضرب بالطائرات والمدافع والدبابات ويحرق بالغاز في جرف سلمان ليعاني العطش والجوع فلن يهنأ يزيد العصر وطاغيتها إلا بقتل الحسين في كل عصر لينهي ذلك الحب المحمدي المتواصل الذي لا ينقطع لكن هيهات هيهات فذكره باق كما بقي ذكر الحسين وكربلاء ومران تحكي قصة عن الكرامة المحمدية التي أبت إلا أن تكون في ظل باطل لم يكن ولن يكون فكربلاء عانقت مران والحسين قد أتاه حسين ليقول له أنا حسين العصر يا بن بنت رسول الله لم ننسى من نكون فنحن ذرية محمد لن نقبل الذل ونرتضي الهوان .