ان ارهاصات ومقدمات ظهوره واضحة لا لبس فيها ...غير انا نغض الطرف عنها بقصد او بدون قصد .. اننا نعيش في عالم هو أنسب ما يكون لعالمه الذي حدثنا عنه , زمن هو اقرب ما يكون الى زمنه الذي تكلم عنه اسلافنا ومن قبلهم نبينا الكريم (عليه الصلاة والسلام ), حتى نحن معظمنا يحمل من الدناءة والوضاعة والشر ما يجعله مؤهلاّ لأن يكون من جنوده المخلصين, كل هذا ونحن لانعرف بانه هو . يموت بعضنا من اجله وهم لا يعرفون ذلك .ويعمل الكثير منا في خدمته وهم لا يدرون , وهكذا اصبح الجميع . لا يدرون اين هم ؟ولم هم هنا؟ والى اين هم ذاهبون ؟وماذا يريدون بالضبط ؟ أنّا اتجهت الرياح اتجهوا , والرياح ايامنا هذه ليس لها ألا وجهة واحدة تقود الى هذا المستنقع .. انه المسيح الدجال رجل الفتنة المرتقبة شيطان النهاية ,ذلك الأعور الذي قدر له ان يكون اّخر اباطرة الشر و أقواهم على الاطلاق والذي سيقود الكثيرين نحو الهاوية دون ان يعرفوا ذلك . ويبدوا ان عالمنا وزمننا مثالي جدا لان يكون هو سيده وبطله .إذ انه عالم يملأه الكذب والخداع والتزلف والتدليس (الدجل الراقي ) .عالم تحكمه نسخ مصورة من سيد الفتنة القادم , عالم كل من فيه يكذب ويخادع كما يتنفس ,إما لأن يعيش او لان يسود ,وكلاّ يحظى من المكانة بقدر اتقانه لذلك , ولذا لا غريب في ان يكون نجوم هذا العالم هم حثالة من المخادعين اساطين الكذب واباطرة الدجل ,لا عمل لهم سوى اغراق الاخرين في مستنقعات القذارة اللانهائية .اما البقية فهم وان برعوا في خداع بعضهم البعض الا انهم لا مناعة لهم من حبال نجومهم اذ انهم مقيدون بسلاسل لا مرئية يجرهم بها اسيادهم كيف واينما شاءوا ,انهم كقطيع من الخراف تناطح بعضها بشراسة حتى يأتي الراعي فيسوقها بعصاه اينما اراد . والان اجبني ؟ اليس الصادقون في زمننا معدومون نادرون جدا من الالف منا قد لا تجد واحدا منهم ؟ السنا نعتمد الكذب كطريق اقصر للوصول الى ماّربنا ؟ ايضا لماذا اصبح الاعلام الكاذب اكثر متابعة واسرع ثراء واشد تأثيرا على الناس من الاعلام الصادق او الذي يمتلك بعض المصداقية ؟ والزعماء لماذا اصبحوا يعتمدون الكذب على الجماهير كي يستمر حكمهم ويزيد ثرائهم اما الصادقون منهم فالسجن غدى منزلهم بتصفيق الشعوب المخدوعة وامام اعينها ؟ اجب يا صديقي على ذلك اجب . وقل لي لم لم نعد نستسيغ من الكلام سوى اكذبه ولم نعد نحترم من العالمين سوى اكثرهم دجلا ؟ السنا نبكي على مشاهد التمثيليات المؤثرة ولا تتحرك عواطفنا ونحن نرى ما يماثلها بل يفوق مأساوية عنها على ارض الواقع ؟ السنا نتطاحن ونفنى على نقود كاذبة هي ليست سوى اوراق لا قيمة لها قد تصبح يوما مجرد تذكارا على الحائط كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء وخبراء الاقتصاد المسلمين الذين غيبت حناجرهم تحت اوحال التهميش والازدراء ؟ وفي النهاية الست مجنونا حين اتحدث عن شيئا كهذا وانا اعرف جيدا انكم ستقرؤونه وانتم تقولون في انفسكم :هذا الفتى ليس سوى معتوه يهذي بما لا يعلم ؟ رغم ذلك يبقى ما قلته حقيقة لن يفلح الزمن في تغييبها كثيرا ... [email protected]