يدرك هادي ان قراراته لم تعد تتعدى أسوار مكان إقامته وان الشرعية التي تنازل عنها ويحاول استردادها ليست سوى مادة إعلامية تستهلكها القنوات الإخبارية العربية فقط.. يدرك هادي ان الدول المجاورة تنظر إليه الورقة الأخيرة في اليمن لاستمرار نفوذها وبالتالي تستخدمه ورقة ضغط ضد مناوئيها في الداخل وليس حرصا على البلد..ولو كان لديها ذرة إخلاص لكانت أوفت بتعهداتها تجاه اليمن ومنعت من التعامل مع مبادرتها بانتقائية منذ فرضت على الفرقاء السياسيين عام 2012م. ويدرك هادي ايضا انه ليس مرغوبا في الشارع الجنوبي لاسباب تاريخية (الطغنة و الزمرة). هادي سيعود الى صنعاء بشرعية شكلية إما رئيسا للجمهورية أو رئيسا للمجلس الوطني ولكن بشروط وهذا ما ستفضي اليه الحوارات في نهاية المطاف سواء اذا تمت في الرياض أو "الموفنبيك" وستكون محددة يتلزم بها هادي والحوثيين منها عودة هادي الى صنعاء رئيسا يقوم بتعيين نائبين له أحداهم من جماعة أنصار الله والأخر من الجنوب وبالتحديد حضرموت وإما رئيسا للمجلس الوطني بحيث يعين أربعه نواب له في المجلس من المكونات السياسية المتمثلة في الساحة أنصار الله والحراك الجنوبي واللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام بحيث يستمر في الحكم لمدة عام على ان يتم الترتيب لانتخابات رئاسة وبرلمانية لن يرشح هادي نفسه فيها وكذا يتم تشكيل حكومة شراكة مؤقته بالإضافة الإسراع في انجاز الدستور الجديد وحسم موضوع الستة الأقاليم باقليمين خلال فترة مزمنة وبإشراف دول الخليج وإيران. وهذا ما نتوقعه لان الفرص باتت غير متاحة لطرفي الصراع في الجنوب ممثلا بهادي والشمال ممثلا بالحوثيين لان يتغلب احد على الأخر ..فالخيارات صارت صعبة وكارثية على مصير البلاد فلن يكون الانفصال حلا ولا تعميد الوحدة بالدم وتكرار سيناريو حرب صيف94م مخرجا. فليس هناك قوى سياسية لا تتلقى دعما خارجيا ومن يقول غير ذلك فقد كذب على نفسه..وكل من هذه القوى تخدم دول بعينها لتنفيذ مشاريعها في اليمن. وبالتالي لا بد من التنازل السياسي من الاطراف المتصارعة والابتعاد عن المقامرة التي قد تقود بالبلد الى ما لا يحمد عقباه..وستكون هذا الاطراف سبب في التدخل العسكري الخارجي في اليمن .