لقد أمعنت في قراءة التصريح المنقول عن العميد المقال عبدالحافظ السقاف * الذي قدم فيه مبرراته لتمرده العسكري ورفضه الأنصياع لقرار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة والقاضي بنقله الى وظيفه أخرى . أن الجديد هنا هو تصريحات السقاف التي تتعارض كلية مع ما يقتضية الألتزام بالمرؤسية والمراتبية العسكرية، وهي تصريحات تعكس بجلاء سايكولوجية الأقلية الحوثية- الصالحية في بلادنا باعتبارها أقلية متمرده مهووسه بالسلطه وتحاول فرض سيطرتها على الأخرين بقوة السلاح وكأنها ستنقرض لو لم تحكم . فماذا قال السقاف مبررا تمرده العسكري ومماطلته في تنفيذ القرار الرئاسي ؟ قال: أولا: أن القرار " جاء ببديل من خارج قوات الأمن " وكأن البديل العميد ثابت جواس جاء من المريخ أو أن جيش البلاد وشرطته مصنوعين من مواد متضادة غير قابله للمزج، متناسيا أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحه كل القوات المسلحة بما فيها الأمن. ثانيا: أن قرار اقالته سيؤدي الى " سيطرة تنظيم القاعدة " على مدينة عدن. هكذا بدون حيثيات أو توضيح وكأن ارهابيي القاعدة ينتظرون لحظة مغادرة القائد الهمام ليعيثوا في الأرض فسادا وكأن الرجال أنعدموا ولا يوجد قائدا سواه ، الا اذا كانت لديه معلومات حول من يحرك القاعدة ويلعب " بالزنبرك" وقت ما يشاء فهذا موضوع آخر وان صح ذلك فالمصيبة أعظم. ثالثا: السماح لنفسه " بالتحفظ عن تنفيذ قرار الأقاله بسبب أن تعيين العميد ثابت جواس " جاء غير مراع للظرف الحساس". ولعله يشير الى قيام العميد البطل ثابت جواس بواجبه العسكري في تنفيذ اوامر القائد الأعلى للقوات المسلحه حينذاك علي عبدالله صالح في الحرب ضد الحوثيين. للعلم حينها لم يتعذر جواس ويتهرب من المهمه بل نفذها كغيرة من القيادات العسكرية تنفيذا لقرار القائد الأعلى دون أي واعز آخر غير نداء الوطن والواجب. رابعا: اعطى السقاف لنفسه الحق في تقرير التموضع للجنود والقوات بصوره عامة وكأنه القائد العام عندما طالب بأعادة "تموضعهم أو نقلهم الى معسكرات أخرى" لأن هناك " مخاوف من يلحق بهم ما لحق بزملائهم العسكريين من ممارسات عدائية " لم يوضح لنا ماهي ومتى وكيف ومن واين . خامسا: وصفه للقرار الرئاسي بالقرار المرتبك وبأنه جاء متسرعا ولم يراعي " أبسط القواعد المتعارف عليها " وسبب " احراجا لمن أصدره" . كل هذه التعابير مقبوله في مقيل قات وقطعا لا يجب أن تقبل في العسكرية . كانت هذه بعض المبررا التي ساقها المتمرد السقاف ، و لكن السؤال الكبير يتعلق بسايكولوجية الأقلية التي يتنمي اليها وتنتمي اليها حركة التمرد الحوثي-الصالحي في رؤيتها وتعاملها مع ابناء الأغلبية من الشعب اليمني. وهي سايكولوجية متمردة ترتكز على أنهم الأصل وأن ما سواهم هم الفرع ,انهم هم اليمن والأخرون ليس يمنيون وأنهم هم الجنس الخالص والأخرون مخلطين وأنهم هم الأجدر بالحكم وعلى الآخرين الأنصياع . هكذا تربوا على منهج العنصرية والغاء الآخر بقوة السلاح والتهديد والوعيد وفرد العضلات في ظل تسامح ابناء الأغلبية معهم وتجنبهم المواجهه حبا في السلام والأستقرار و بقاء اليمن بلدا يعيش فيه الجميع. واعتمادا على دوافع هذه التبريرات التي يجب أن لا تقال أصلا يمكن للمرء استنتاج أن الأقلية المتمثله بالمتمردين الأنقلابيين الحوثيين المدعومين من الرئيس المخلوع صالح ستستمر في تكريس سيطرتها وغطرستها بالقوة غير مبالية بالأخرين وسيحاولون اطالة أمد عبثهم بالوطن مادامت الأغلبية وقياداتها العسكرية والسياسية والقبلية متهادنه ومستكينه ، فالصمت على مايجري والقبول بالأنقلاب ضمنيا وعدم مواجهته وحصارة يضاعف من شهية الحوثيين وحلفائهم ويعطيهم الأنطباع الخاطيء بأن الطرف الآخر الأكثر تعقلا وتعليما وحضارة وحكمة ضعيف و مغلوب على أمره. فمن ياترى بمقدوره معالجة هذه السايكولوجية المدمرة؟ * انظر تصريحات السقاف في "عدن الغد" على هذا الرابط: http://adenalghad.net/news/154645/#.VQeYxtLF_OM#ixzz3UblyC0k6