هذا ما يجب ان نعيه كيمنيين فلا أحد منا سيستثنى من عمليات القصف.. والدليل ان هناك أبرياء وقعوا ضحايا في كل مكان تم قصفه بطريقة وحشية همجية واغلب هؤلاء الضحايا ليسوا عسكريين وليسوا من اتباع عفاش أو من انصار الحوثي.. انهم مدنيين اطفال ونساء وشيبان وعجائز ورجال وشباب لاذنب لهم سواء انهم يقطون قرب مكان القصف. اذا لسنا مع القصف.. ولسنا ضد القصف.. ولاكننا رغما عنا نقصف وتزهق ارواحنا.. وحتما ستتطاير اشلاؤنا في الغارة الجوية التالية او التي تليها لا لشيء سوى اننا يمنيين تحت القصف.. فالقصف لم ولن يأبه لانتماءاتنا الحزبية أو السياسية أو المناطقية أو الطائفية أو المذهبية .. نحن في نظر هذا الطيار الحربي - العربي المسلم- مجرد هدف جاءته الأوامر بقصفه وتدميره بذريعة تحرير اليمن من جماعة انصار الله او الحوافش او العفاشيين.. اننا كيمنيين تحت القصف نرى انكم افرطتم في التحرير وغاليتم في النجدة العربية والشهامة البدوية وبالغتم في حبنا وخوفكم علينا حد الاذية لنا. أم انه كما يقال إن من الحب ماقتل وعلى كل حال فاذا كان قصفنا بطائراتكم جاء من فرط حبكم لنا فنود ان نقول لكم ما هكذا تورد الابل.. إننا من هنا من بين الانقاض ومن تحت الركام واثناء هدير طائراتكم وتحت ازيز قاذفاتكم وأثناء هذا القصف الذي تكرمونا به كل مساء وكل صباح وتطربونا بشيلاته النجدية والحجازية طوال الليل وباصواتكم الشجية التي تقابلها الارامل والثكالى باصوات النحيب والعويل.. نصدقكم القول اننا من خلال هذا القصف الحميم وبسبب لمع واضاءات وتوهج القذائف استطعنا ان نرى ونلمح مدى حبكم لنا.. ومن خلال معرفتنا لكم على مدي تاريخ عروبتنا وجوارنا فقد التمسنا لكم العذر فأنتم لم تعتادوا على الفزعات فكيف نطلب منكم ان ترفقوا بنا وأنتم تجهلون ابجديات الفزعة.. وكيف نطلب منكم ان تحقنوا دمائنا وانتم لم تألفوا بعد علي النجدة وكيفيتها وآدابها وشروطها واحكامها.. لذلك سوف نتحمل جهلكم باساسيات النجدة وعدم إلمامكم بمبادئ الفزعة وعسى ان يكتب لنا الأجر كوننا نتحمل غلاظتكم وإفراطكم في نجدتنا وفزعتكم لانقاذنا رغم ذهولنا واستغرابنا وحيرتنا فمن اين أتت هذه النخوة والشهامة ومنذ متى بدأت الفزعة والنخوة والشهامة تسري في عروقكم .. هذا مجرد تساؤل فقط انتابني وورد على ذهن كل من هم تحت القصف!! لكن لاعليكم الآن ودعكم من حيرتنا وذهولنا.. فهانحن نبعث اليكم يا اهل النجدة والحمية بأننا الان فقط فطنا وعرفنا ورائينا بعين اليقين كيف يستجار بالرمضاء من النار). من هنا من تحت القصف وبين الركام في صنعاء او صعده او عدن او او او.. نحن نعلم علم اليقين اننا في نظر صقور الجو مجرد هدف تافه واضح المعالم لاخطورة في ضربه.. وربما ان الاهداف التي تمرنوا على قصفها اثنا التحاقهم بكليات الطيران كانت اكثر مغامرة وصعوبة.. فنحن الان أهدافا لا دفاعات ولا طيران مضاد ولا صوريخ قد تعترض تحليقهم .. ولاشك بان صقور الجو هؤلاء يشعرون وكانهم يقومون بجولات استعراضية امام قاداتهم وكانهم يحتفلون مبتهجين ومنتشيين بانجازاتهم كلما عرضت صور الاشلاء المتناثرة لاطفالنا ونسائنا واخواننا ووآبائنا وامهاتنا .. كيف لا ينتشون فقد دمروا وبمهارة ودقة عالية احد مواقع (العدو). كلنا تحت القصف.. فلا داعي لأن نهلل للتدخل ولا داعي ان نلعن ذلك التدخل فقد صار واقع نعيشه ونشاهده ونلمسه، والأجدر بنا كيمنيين ان يجمعنا هذا الحدث لا ان يفرقنا. الاجدر بنا في ظل هذه الاوضاع المأساوية أن تتوحد صفوفنا من خلال اعادة جادة لتقييم مواقفنا. وتقارب وجهات النظر.. وطالما اننا الآن تحت القصف فلا داعي لعبارات التحريض ودعوات الكراهية التي ستحملنا مزيداً من التكاليف الباهضة.. الم نتعلم من دروس الماضي بان لا منتصر في حرب أبناء الوطن الواحد.. وتحت هذا القصف اللعين فأما ننتصر جميعنا..وأما خسارة تعم الجميع. وتحت هذا القصف علينا ان نعود الى لغة العقل ومنطق الحوار قبل ان يفوت الآوان ويضيع الوطن ويذهب اليمن وتضييع منا آخر الفرص.