عندما تسقط سلطة القوى المتجبرة والمتكبرة تبحث عن شرعية تستفز فيه العاطفة الشعبية عاطفة البؤساء والمقهورين . فتارة بالتدخل الخارجي وتارة بالخروج على ولي الأمر وتارة بشرعية الخروج على السلطة و أخرى بالدفاع عن الشعب والتنمية أو بالتخابر والزندقة والتكفير وجميعها تبريرات خادعة لخدمة القوة والغلبة وحب السيطرة و الثروة والسلطة. أما تدخلات السعودية في اليمن فليست جديدة وقد بدأت ضد ثورة الشعب اليمني في ثورة 26 سبتمبر و بعد سقوط الحكم العثماني في اليمن ثم وقوفها مع "عفاش" ومشائخ اليمن 33 عاما . وهذه التاريخ الأسود في التدخل دفع فريق من الشعب نحو مناهضة التدخل الأخير ليس لأنها مع الشرعية اليوم وإنما لاستمرار تدخلها ضد ارادة الشعب ووقوفها مع عفاش بالمبادرة الخليجية والحصانة التى قتلت الكثير من الضعفاء بينما يفر الجبناء المتخمين بعد أن تنتهي مصالحهم. أما تدخلات إيران فهي جديدة على اليمن ولهذا فإن غالبية الشعب اليمني يدرك مخاطر التمدد الشيعي في اليمن وهو ما أعطى لقوى التحالف العربي شرعية التدخل تحت غطاء الشرعية لمدافعة التمدد الإيراني في المنطقة وقد بارك المباركين من الشعب اليمني هذا التدخل ليس حبا في الخليج أيضا وإنما انتصافا من ديكتاتورية عفاش وتحالف الحوثية وتدعيشها المخالفين والناصحين لها . ويمكن أن تترجم هذه العواطف بعدد من النتائج أبرزها:
- التوافق بين القوى السياسية والجهوية والقبلية وسنعود مرة أخرى الحكم السابق بصورة جديدة. - تغذية النفوذ الايراني - الخليجي - العربي في اليمن وتدمير البنية التحتية مما سيؤدي الى تعميق الطائفية وانحرافها عن أصولها الثابتة. - انفصال الجنوب عن الشمال وتأسيس قاعدة عسكرية لتموين الجبهات ضد الشمال بتمويل اقليمي . - قيام الفيدرالية وتحقيق العدالة الوطنية وعودة تجربة الحمدي وسالمين بقيادة عسكرية وهذا الاحتمال مستحيلا لعدم وجود وطنية حقيقية في الجيش العائلي. - توافق القوى السياسية على أسس مدنية عادلة وشريعة حاكمة وعدالة صارمة وتنمية صادقة ولن تتحقق هذه التجربة ما لم يتم تحييد أطراف الصراع والعنف وجميع القوى المشاركة فيه واستعادة بناء الدولة وهيبتها بجيش وطني شعبي شريف يبدأ من الشعب وينتهي إليه. - استمرار كبرياء العنف -الحوفاشي - سيزيد من التدخلات الإقليمية والدولية والعالمية كما أن انتصاره على الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع لن يكسبه النصر في ظل الرفض الشعبي وغياب شرعيته. - الشعب في تجربته اليوم وانفتاح نخبته على العالم لن يرضى بأقل من العدل وحقوقه.