لقد فوجئت بخبر تعيين الاستاذ محفوظ بحاح نائبا للرئيس مع ابقائه على منصبه كرئيس للوزراء وهو قرار لا أعتقد أنه صائبا أو مفيدا للرئيس هادي. وليس في ذلك أنتقاصا من كفاءة الأستاذ بحاح الذي يصلح تماما لمنصبه الحالي كرئيسا للوزاره ، ولكن لأسباب تعود الى الجثيات التاليه: أولا : الأستاذ بحاح لديه كفاءه و قادر على التحرك كتكنوقراط وليس كسياسي عسكري ميداني. وأعتقد أن مايفيد الوضع وحكم الرئيس هادي الان هو تحقيق استقرار ما بعد الخرب وخاصة في المحافظات الشماليه. فما عجز عنه هادي لا يستطيع بحاح الأتيان به لأن ابناء الشمال ليسوا في وارد القبول بقائد من الجنوب لأعتبارات كثيره كنت قد أشرت الى بعضها في مقالات سابقه حول سايكولوجية المنتمين للزيدية الذين يؤمنون بمقولة " لا ولاية لشافعي على زيدي" ، وحتى اذا لحقت بهم الهزيمة بفعل ضربات عاصفة الحزم وضربات المقاومه الجنوبية فأنهم سيظلون على ذلك الأعتقاد في المستقبل كما كانوا عليه في الماضي. لقد حاول الرئيس هادي مرارا مستفيدا من تجربته في التعامل مع ابناء الشمال لأكثر من 17 عاما ولكنه في الأخير وجد نفسه عاجزا ، فهل يستطيع الأستاذ بحاح الأتيان بما لم يستطع القيام به الرئيس هادي؟ أشك في ذلك. والسبب يعود الى طبيعة تفكير ابناء الشمال الذين يريدون أن يشاهدوا بأم أعينهم قائدا منهم يفرض ارادة الدوله سواء بالقوة أو بالسياسة، وهناك شخصيات شماليه قبليه مواليه للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي قادره على القيام بذلك في اطار قبائل الشمال مثل الأستاذ محمد على أبو لحوم واللواء علي محسن والشيخ حميد الأحمر. فأهل مكه أدرى بشعابها. ثانيا : كان الأحرى الأبقاء على الأستاذ بحاح رئيسا للوزراء ممثلا عن حضرموت وشبوه وتعيين مجلس رئاسة من خمسة أعضاء يمثلون كل من الشمال ( صنعاء) والجنوب ( من عدن) والشرق ( مأرب والجوف) والغرب ( من تهامه) والوسط ( تعز وأب). هذا التمثيل المتساوي سيحقق استقرارا للبلاد و سيوفر الظروف الموضوعيه والذاتيه للمضي قدما في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني المستند على المبادرة الخليجية. ثالثا : بالنسبه للمصالح السعودية المباشرة فأن وجود رجل قوي يمثل قبائل الشمال سيكون ضمانه لردع الحوثيين و بقايا أنصار المخلوع، وبالأمكان اسنيعاب ذلك ضمن قوام مجلس الرئاسة المشار اليه أعلاه. رابعا: ما انتجه حوار موفمبيك قبل الحرب يجب أن يخضع لموجبات ما بعد الحرب وهذا يعني أن فيدرالية اللأقاليم السته المقترحه في دستور البلاد يجب أن تعدل الى كونفدرالية الدولتين في الشمال والجنوب ولفترة زمنية لا تزيد عن 3 سنوات ، فالتضحيات التي بذلها الجنوبيون في مقاومة الغزاة الحوثيين و أتباع المخلوع لن تقبل بأقل من ذلك. خامسا: بالنسبة للحراك الجنوبي فأن مشروع الأستقلا ل أو مايسمى ب" فك الأرتباط" سيتحقق من خلال الكونفدراليه المزمنه التي ستخضع بعد ثلاث سنوات الى ايستفتاء الشعب في الجنوب و يجب تثبيت ذلك في الدستور الجديد. سادسا: يجب التأكيد على الرحيل الفوري للمخلوع واقربائه و عبدالملك الحوثي واقربائه من قيادات الحوثي الى خارج اليمن خلال الخمس السنوات المقبله لتمكين البلاد من الأنتقال السلمي السلس الى الكونفدراليه المزمنه. أذا قام الرئيس هادي بهذه الأجراءات فأن بامكانه حينها أن يقدم استقالته ويستريح لأنه سيكون بذلك قد ضمن استقرارا متينا للوضع ولخفف على الأستاذ بحاح ثقل المهمه.