من المتوقع ان يختتم الرئيس الحالي عبده ربه منصور هادي حياته السياسية بالتنحي ويتسلم مهام السلطة العليا المهندس/ خالد محفوظ بحاح ليستكمل المرحلة الانتقالية للحالة السياسية التي تعيشها اليمن، ليس فقط كرئيس حكومة ولكن ايضا كرئيس للجمهورية. فما هي العوائق التي تنتصب امام المرحلة السياسية المقبلة في اليمن؟ بداية لابد من الاعتراف بان بحاح ليس له خصومات سياسية مع أي طرف من الاطراف كما انه مقبول من معظم تلك الاطراف السياسية في الداخل وفي الخارج بالاضافة الى ما ابداه من صبر وثبات من خلال المرحلة التي تولى فيها مهام حكومة الكفاءات وما تبعتها من الاقامة الجبرية التي فرضها عليه وعلى اعضاء حكومته الانقلابيون ممثلين بتحالف (الحوثي/صالح) ليكن اخر من أُخليَ سبيلهم من المعتقلين. لكن الصعوبات المستقبلية التي تنتصب امام بحاح تتوزع الى صعوبات أمنية واقتصادية، وإجتماعية وصعوبات تتعلق برأب الصدع بين الفرقاء خلفتها الأعمال المسلحة ضد بعضهم البعض بالاضافة الى حالة الشك التي تحكم علاقات المكونات السياسية ببعضها البعض ومحاولة كل طرف الاستئثار بنصيب وافر من كعكة السلطة أمنيا وعسكريا ووظيفةً عامة ، جريا وراء ثقافة مكتسبة أرست مفهومها ممارسات سلطاوية ضارة مع قيام وحدة الدولتين (الشمال والجنوب) في 22/ مايو/ 1990 . ومن الصعوبات التي يتوقع ان تواجهها الحكومة القادمة المشاكل المزمنة التي عانى منها قطاع واسع من ابناء المحافظات الجنوبية والمتمثلة بإزاحتهم من الشراكة الحقيقية في إدارة شؤون الدولة بل وإقصائهم من مؤسساتها، ليس فقط من المناصب القيادية العليا بل والمستويات الإدارية المختلفة. وكذلك تقف الثقافة السائدة والعميقة لدى أبناء شمال الشمال والمتمثلة بنظرةٍ استحواذية على مفاصل السلطة الأمنية والعسكرية والوظيفة العامة وصعوبة تقبلهم شراكة حقيقية خصوصا ممن تبؤ مراكز قيادية سابقة ولم يمسسهم ما مس غيرهم من الغبن والإقصاء وهو ماكان دافعا قويا لهم بالالتفاف حول تحالف (صالح/الحوثي) الانقلابي، مستلهمين ذلك الالتفاف من ماضٍ كانت لهم فيه الريادة في كل مفاصل السلطة. وهناك نقطة أخرى من الصعوبات التي تنتصب امام حكومة بحاح وهي مشكلة التعامل مع ثقافة الاحتكام للسلاح عند الاختلاف بما في ذلك أي اختلاف مستقبلي مع بحاح وحكومته وتجرد بحاح من قوة مسلحة موازية يستند اليها ويفرض فيها ما تم التوافق عليه ويمنع مَن تعودوا على الاستقواء بالسلاح من فرض شروطهم بالقوة كما حدث في السابق. هذه بعض العوائق الموضوعية التي تكتنف عمل حكومة بحاح القادمة بعيدا عن اوهام القدرة الذاتية لبحاح او الأفكار المخملية التي كثيرا ما تصطدم بواقع ثقافي سائد، او بلاهة الاستناد للدعم اللوجستي الخارجي. فهل يدرك بحاح مثل هذه الصعوبات، وهل أعدَ لمواجهتها الحلول الناجعة، وهل وُفرت له الضمانات الكافية من قبل رعاة العملية السياسية الانتقالية في اليمن؟