إلى أدعياء الثورة إلى من يسمون أنفسهم أنصار الله الزعيم، تتردد كثيراً على أسماعنا، لكن لم نسمع حدثاً عظيماً، نقرؤها كثيراً، لكن لم نقرأ صنعاً جميلاً، خصوم ومحبين، من هذا الزعيم؟! لم أسمع زعامة ولم أرى أثرها، أتراهم يكتبون عن نيلسون مانديلا أو يتحدثون عن جمال عبدالناصر؟! مالذي ذكرهم بهم؟! لقد رحلوا عنا وغيرهم كثير! لا شك أن هناك من يسير على نهجهم، أليس كذلك؟!.. ...لكن مالي أرى فوضى عارمة تجتاح البلاد!! مالي أرى نزيفاً حاداً وجرحاً غائراً يكاد يكون في جسد اليمن كلها!! مالذي يحدث؟ يقولون ثورة! أي ثورة هذه التي تسن رماحها في جسد أمتها؟!!
كيف لنا أن نؤمن بثورة،(دون أدبيات)، لا تحمل في أدبياتها رسالة للحياة، وفي رايتها لم نرى سوى شعاراً للموت؟!!
كيف لنا أن نؤمن بثورة، (دون غاية)، لم يكن لها منهجاً واضحاً ولا مشروعاً عملياً تقود البلاد من خلاله؟!! كيف لنا أن نؤمن بثورة، (دون أخلاق)، تفجر بيوت خصومها وتقمع من يخالفها وتقتل من يقف في طريقها؟!!
لا أعتقد أنكم تريدون أن تحكموا اليمن بعد أن تطهروها من اليمنيين!! وإذا أردتم ذلك لن تستطيعوا!! فكلما أوغلتم في البطش والقتل والجبروت كلما بذرتم الألم والحقد والمعاناة فينبت لكم من سوء زرعكم من يعاديكم ويوغل في حقده لكم ويولد من رحم الأرض وصلبها من ينتقم من بغيكم وجبروتكم... ..... إلى أدعياء الشرعية وأنصارها!! - لا أعتقد أن من يملك الشرعية بحاجة لمن يعيد له شرعيته!! وإذا كان ولا بد من ذلك لا أعتقد أنه من الصحة بمكان أن يكون عبر استدعاء طائرات وصواريخ الخارج!! لا أظن أن الشعب بحاجة إلى شرعية كهذه التي تأتي عبر خنقه وموته، ولا أظن أن هناك فرقا بين من يصنعون الموت في الداخل ومن يستورده من الخارج، إلا أن الأخير أشد جرماً وسوءً!! - كنا نتمنى منكم أيها المتحاورون المتباكون الفارون أن تبينوا لنا مالذي حدث في صعدة وفي عمران؟ كنا نود منكم توضيحاً؟ كنا نسمع خطاباً طائفياً مقيتاً وبالمقابل كنا نرى الدولة تبارك هذا الحراك وتقول لأول مرة تعود عمران إلى أحضان الدولة!! كنا نرى تسليم واستلام لمؤسسات الدولة! لقد كان انقلاباً.... - القابعون اليوم في فنادق السبعة نجوم، والمؤتمرون في الصالات المفتوحة والمغلقة، منهم من يبكي شرعية مفقودة ويريد استعادتها!! ومنهم من يبكي منصبا يخشى فقدانه! ومنهم من يبكي مصلحة لا يريد أن يخسرها! ومنهم من يأمل في أن يكون له نصيب مما سيقتسم عليه القوم!! بينما الشعب الذي يتحدثون باسمه يموت بمسمى الثورة وبفعل العاصفة... ........
الحوثيون يرون أنفسهم هم الوطنيون فقط ولهم وحدهم الوصاية على مصير هذا الوطن!!! لا أدري أي وطني هذا الذي يريد أن يفرض نفسه على شعبه بالقوة!!! لا أدري أي وطني هذا الذي يتعرض وطنه لتحالف دولي بالقصف في كل شبر منه وفي أي وقت وبكل أريحية وكأنها في مناورة أو تدريب، وهو يوجه مدفعيته لخصومه الداخليين... أعتقد أنه من الطبيعي عندما يتعرض بلد لتحالف من هكذا نوع ولا يملك القدرة على الرد والردع أن يعلن تسليمه وانسحابه حفاظا على أبناء شعبه ومقدرات بلده... متى ندرك أن الانتصار لا يكون عبر إبادة اليمنيين وتدمير مقدراتهم؟! متى ندرك أن المقاومة لا تكون بقتل الخصوم في الداخل بينما الخارج يضرب حيث يريد ويدمر حيث يشاء؟! متى ندرك أن رفع الراية البيضاء في معركة انت لست كفؤ لها لا يعتبر هزيمة مذلة وإنما هو التصرف الصحيح، فأن تحافظ على شعبك ومقدراته في معركة تعرف أنها ستؤدي إلى ذلك فهذا يعني مكسب وانتصار... الهزيمة لا تعني الخنوع والموت... والتسليم لا يعني الخيانة!! كما أن الانتصار لا يعني الخلود.. والمكابرة أو الغلبة لا تعني الوفاء والحمية... أعتقد أن الجميع سمع أو قرأ عن اليابان وإمبراطوريتها العظمى (وهي من هي آنذاك) وكيف سلمت في الحرب العالمية الثانية؟! لكنها لم تمت ولم تنتهي واليوم من اليابان وأين اليابان؟! كما أيضا ألمانيا النازية والأمثلة كثيرة... أكرر هنا أن كلامي هذا لا يعني أني أوافق من أيد ودعم عاصفة الموت ولكن لأني أدرك أن المؤتمرين في الرياض قد رهنوا أمرهم لغيرهم، ومن يرهن أمره لغيره كيف له أن يكون له القرار في أمر بلده... وبالأخير لقد وقعنا بين شيئين وافتقرنا لأمرين وقعنا بين سندان ومطرقتين سندان غياب المؤسسات والفقر والجوع ومطرقتي الحوثيين وعاصفة الموت، وافتقرنا لمن يقدم مشروعاً لبلاده لكي تنهض ولمن يقدم التنازلات لأمته لكي تحيا!!