في مثل هذا اليوم الثامن من رمضان من العام الماضي كنت على موعد لتحلق في سمائك العلوي ، لترتع في نفحات الجنان ، لتسمو في درجات الخلد . كنت على موعد مع أمل كان يحدوك ، ورجاء كنت ترجوه ، و أمنية كنت تنشدها . أخي الحبيب الذي فجعني برحليه هنيئا لك مقام علوته ، ودرجة وصلتها ، وسمو بلغته . هل تعلم أيها الحبيب أن جرحي لن يندمل ، وعيني لم ولن تكف ، وقلبي لا يبرأ ، وعزيمتي وهنت .... فصار المأمول عندي هينا ، وحياتي أصبحت لا قيمة لها ، وأيامي أحلاها كأسوأ ما عاشه إنسان . أضحك وفي قلبي ألف غصة ، وأطمح ونفسي تعاف ما كنت أؤمل ، و أحيا وأنا كمن سلبت روح الحياة منه . كل مصيبة عندي بعدك تهون ، ألم تكن عندي أغلى ما وهبت أم ؛ ألم تكن أنت ساعدي وزنادي ؛ ألم تكن أنت ملهمي و نجوى خواطري ؟ ثق أنني لن أنساك ، وكيف لجسد ينسى روحه ، وكيف لروح تنسى أنفاسها ، وكيف لمؤمل ينسى من بعث فيه الأمل والطموح . نم يا شهيد فإنه القدر من سلبك من بين ظهرانينا ، نم وهنيئا لك سعادة أنت فيها . ستظل مدامعي تبكيك ، وقصائدي ترثيك ، وكلماتي تنعيك ، ودعواتي تسجيك . أيها المحلق في في ركب الخلود : نشأنا سويا ... وكافحنا معا ... ودرسنا جميعا .... وكافحنا في الحياة مع بعض ... وكنا كنفس وروحها ... وروح وظلها .... وقلب وتوأمه ... وخل وخليله .... فلماذا رحلت وتركتني ؟؟؟؟ لماذا غادرت وأبقيتني ؟؟؟ لماذا سافرت وهجرتني؟؟؟ ربما كان ينتظرك ما هو أفضل مني فرحلت ، وأعلى قدرا مني فغادرت ، وأسمى مكانا من الدنيا فسافرت ...... رحلت لتؤم الخطوب حياتي من كل جانب ، رحلت لتتبدل أفراحي أتراحا ، وأيامي أوجاعا ، وإنجازاتي هباء .... غادرت فغادرتني الدعة ، سافرت لأفتقد من أتبادل معه همومي فيزيحها بتراتيله ، ويكشفها بلطائف عباراته . ويصنع لي من الألم أملا ، ومن الكدح نجاحا ، ومن الفراق شملا ، ومن النوى قربا .... رحمة الله تغشاك ، وجعل الجنة مأواك ، وأسكنك الفردوس تتفيأ ظلالها ، وصبرنا الله على فراقك