كيف لنا ان نفهم اداء المقاومة في ضؤ طبيعة المعارك الدائرة في عدد من المحافظات، وتحديدا تعز-عدن-لحج – ابين، وضمن اي خانة يمكننا وضع التكتيك المتبع في هذه المحافظات. لست عسكرية بالتأكيد ، لكن ابجديات عمل المقاومة تفترض تكتيك مخالف – في اعتقادي – لما هو حاصل ، والذي بطبيعة الحال لم يقد نحو اي تقدم ذا قيمة ، يمكن ان يشكل ارضية لتحرير اي من المدن انفة الذكر. مثلا في تعز ، جل المواجهات تجري داخل المدينة فقط ، ولا يوجد اي نشاط مسلح خارجها. لاشك بأهمية الجبهات داخل المدن ، لكن لايفترض بها ان تتوقف عند هذا الحد الذي يؤدي الى مزيد من الدمار وتعرض الاهالي لخطر الموت تحت الانقاض او القنص ، بل يجب ان تتوسع الى كل مكان يتواجد بة العدو. لذلك فان بقاء مداخل المدينة دون حضور للمقاومة ، يعني استمرار حصارها ، وبساطة تأمين الدعم للطرف المعتدي بكل اشكالة. من هذا المنطلق ارى ضرورة فتح الجبهات المسلحة في كل مداخل المدينة ، اما بشكل دائم او تنفيذ عمليات ومن ثم الانسحاب ، خاصة وان المحافظة ليست بيئة حاضنة لهم بل رافضة لوجودهمالمليشاويالطائفي المسلح ، وهذا في اعتقادي يسهل القيام بمهام على هذا الصعيد. مايجري في لحج يدفع بنا للتساءل : اين قبائل الصبيحة المشهورة بشجاعة ابناءها وقدراتهم القتالية ؟ الى جانب المسيمير وبقية المناطق التي في اعتقادي تستطيع مواجهة الحوافيش على الخط العام وبالتالي قطع الامدادات الى عدن. ذات الاسئلة والتي تتبادر الى الذهن تتعلق بجبهة ابين ، كيف تصل الامدادات البشرية والمسلحلة عبر عقبة " ثرة" ، في وقت يعرف كل من زار المنطقة ان مجموعة مسلحة صغيرة قادرة وببساطة على فصل البيضاء عن ابين ، وبالتالي قطع الامدادات اكان ذلك على مستوى المحافظة وحتى عدن. في عدن ايضا، نعرف وبحسب طبيعة المنطقة ان الوصول الى مديريات المعلاءوالتواهيوكريتروخورمكسر وغيرها من الاحياء المجاورة لايتم الا عبر مدخل واحد ، وهو مايجعل الامر محل تساءل مستمر : ماذا يعيق قطع الطريق الى هذه المديريات ، وكيفية استمرار الامدادات ايضا للحوافيش المتواجدين هناك. اسئلة كثيرة حقيقة لاأجد لها جواب ، مايدفع بي عادة للذهاب بعيدا ، وفهم مايجري - انطاقا مما سبق – ضمن السقف التالي : احتمال ان سيادة هذا الحال قد قاد الى تكوّن مصالح للبعض وبالتالي لايضمن استمرارها الا من خلال بقاء الوضع الميداني على ماهو علية بين كر وفر . او ان تكون دول التحالف لاترغب بانتصار المقاومة لحسابات معينة ، في مقدمتها الخشية من صعود قوة جديدة ترى انها قد تصبح خارج السيطرة . واحتمال ان الرئيس هادي يرى في استمرار هذا الحال واحد من ضمانا بقاءة رئيسا للجمهورية ، وان اي انتصار حقيقي للمقاومة يعني بالنسبة لة خروجا من المعادلة السياسية . فلو كان هناك جدية لحسم المعركة بما فيها صعدة، لكانت دول التحالف قد استطاعت تدريب عشرات الالاف من المقاتلين خلال الثلاثة الاشهر الماضية ،مع امدادهم بأحدث الاسلحة ، خاصة وان الحدود مع المملكة في طولها وامنها تسمح بذلك ، ومن ثم اعتبار قوة كهذة نواة لجيش وطني بدلا عن جيش " صاحب البلاد".وهي مناسبة ايضا للتنوية الى عدم الركون على المنطقة الاولى" حضرموت" في اي معارك قادمة كما قرأنا ذلك في بعض وسائل الاعلام ، من واقع الحقائق السابقة على هذا الصعيد ، ومن واقع ان اي قادة عملوا في الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ومكافحة الارهاب ، لايمكن ان يخرجوا من عباءة المخلوع كنتيجة للثقافة الطائفية التي تربوا عليها ، وحجم المصالح التي ربطتهم وما زالت تربطهم بة. لقد حاولت تناول الموضوع بشكل مقتضب ومباشر حتى لاتضيع الفكرة ، لكن الى اي مدى انا محقة في طرح هكذا اسئلة وتساءلات هي مشروعة في اعتقادي ؟؟