فرضت الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد العديد من طلاب جامعة الحديدة بان تدون أسمائهم في سجلات النازحين والمبعدين عن خوض الامتحانات الجامعية. تربعت معانات الطلاب العالقين اهتمام واسع بين زملائهم الجامعيين بأن يتم مساواتهم بهم ورفض خوض غمار الامتحانات تضامنا معهم. هنا أقف انا بتبرير رفضي وامتناعي خوض غمار الامتحانات، و التى تتمركز في المقام الأول، على الزملاء الأعزاء ممن هم عالقين في قراهم ومناطقهم ومدنهم، وتسببت الظروف التى يمر بها الوطن الغالي حاجز وسد منعيين للالتحاقهم بركب الطلاب. هنا أكرر وأعيد وأعلن بأن رفضي لدخول الامتحانات لا يندرج ضمن توجيهات حزبية او شخصية، ولا يشمل انقطاع الكهرباء أو تدني الحياة الاقتصادية، ولا ينطوي تحت ذريعة قصف العدوان المستمر الذي لا يفرق بين معسكر ومجمع وبين مدرسة وسوق وبين مصنع وشارع وبين ملعب وبيت، لم يكن خوف القصف والدمار يهيمن على مخاوفي الداخلية. لم اصنف دمائي يومآ بأن تكون أغلي من دماء الأطفال مما طالهم القصف وهم في أحضان أمهاتهم وهم يلعبون وهم نائمون، وليست دمائي أغلي وأزكي من دماء من استشهدوا وتمزقت وتقطعت أجسادهم أشلاء، وهم أما في أعمالهم أومخيماتهم أوأسواقهم وقراهم، أو كانوا في المدارس أو الكليات أو الشوارع والمممرات. ولن توازي قطرة دم روحي ودمى ممن أستشهد في المعارك التى تدار في كل مدن وطني الغالي ولن أحدد فئة على أخري أو أشخاص بعينهم وأينما يشمل كل طفل وشاب وفتاة وشايب يطلق عليهم أسم يمني سقت دمائهم الطاهرة الزكية أرض الوطن، أقف مستشهد من هول المناظر التى تحدث أكتفي بأن أنزف الدمع الغزيز على الوطن وأبنائة الخالدين.
والمعيب المخزي بأن نأخذ غمار الامتحانات بدونهم وهم بعيدون عنا استوقفتني مشهد في كليتي الأداب عندما خاض طلاب كلية طب الأسنان امتحاناتهم في القبول وهم لأول مرة يدخلون قاعات الامتحانات والفرحة تراها بعينهم والاصرار على خوض الامتحانات بمعنويات عالية، عددهم يفوق عدد دفعتها بست أو سبع مرات تواجد أولياء أمورهم خارج الكلية ينتظروهم تذكرت اللحظات الأولي مع زملائي وأول محاضرة وأول امتحان لي معهم. عفوأ زميلائي الغاليين العالقين، لا أستطيع فعل لكم شئ سوى مساوتى بكم في عدم دخول الإمتحانات لعدم الأخذ بعين الاعتبار ما تمر به البلاد من قبل القيادة الجامعية. زملائي الغاليين العالقين لن أذهب وأترككم فقد أدمنت عيناي على رؤيتكم أمامي ومن يميني وشمالي أصبحت دقات قلبي تنبض باسمائكم. زملائي الغاليين العالقين سوف أنتظر عودتكم بفارق الصبر لكى نبحر معآ بسفينتنا الإعلامية الراسية على الشط والمتلهفة هي أيضآ لعودتكم . موضوع يطرح على طاولة مجلس جامعة الحديدة، ما مصير زملائنا العالقين هل تم إدراج معاناتهم ضمن جدول أعمال المجلس على غرار التربية والتعليم. وماهي الحلول المناسبة وما هو المصير الذي ينتظرهم و ينتظرنا؟ وما هي الحلول السريعة التى نتمني بأن تعلن مثل قرار تحديد موعد الامتحانات وتكون منصفة لهم. ومن البديهي في ضل تواجد نخبة أكاديمية رفيعة علميآ ومزدهرة عمليآ، لن يثنيها إيجاد حل يدخل البهجة والسرور لأنفسنا قبل أنفسهم.