هكذا قرأت المشهد: بعد تمكن قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من تحرير عدن ومن ثم لحج وقبلها قاعدة العند ، ستواصل زحفها نحو تعز التي ستكون مقاومتها جاهزة للتحرك نحو الجنوب لتشكل بذلك الفك الاخر للكماشة التي ستطبق على الحوافيش على خط الراهدة والقضأ عليهم ، وبهكذا عملية وتنسيق يمكن تحرير بقية المناطق في تعز وبكلفه اقل ، اعتمادا على حسابات الشرعية والتحالف القائم على ضرورة ربط الانتصارات بقواتها المسلحة تخوفا من امكانية تغول المليشيات كما يحدث في ليبيا. لكن توقف جيش الشرعية عند كرش مسألة مثيرة للشك ، اما السكوت عن مايدور في تعز عموما ، وما يرتكب بحقها واهلها من جرائم فلا يسعنا الا ان نقف امامه مذهولين وعاجزين عن ايجاد اجابات شافية للاسئلة المتزاحمة حيال ذلك!!. الجميع يدرك ماذا يعني تحرير تعز ، بما فيهم قواعش الحوثي وقواشع المخلوع ، ناهيك عن الرئيس هادي وفريقه ودول التحالف ، والذين لايتورعون في التعبير عن اهميتها في احاديثهم وتصريحاتهم الاعلامية ، مع هذا لانرى في اداءهم مايؤكد مواقفهم هذه ، بالنظر الى مايمكن ان يشكله تحرير تعز من انعكاسات على بقية محافظات الشمال ، بما في ذلك الجوانب النفسية للحوافيش . هل للموضوع علاقه بمسألة الاصلاح وتصدره للمقاومة كما يتردد في وسائل الاعلام؟ اذا كان الامر كذلك فأنا أؤكد هنا على حقيقة ان المقاومة التعزية مشكلة من جميع الاتجاهات السياسية،والاغلب ممن ليس لهم اي انتماء حزبي , غير الانتماء للمحافظة وضرورة تحريرها . هاهي تعز تتعرض لكل انواع الجرائم والتدمير والامراض الفتاكة ، مع ذلك مازال ابناءها يقاومون بكل مايمتلكون من قوة ورباطة جأش ، على الرغم من خذلان هادي وحكومته والتحالف الذي بخل عليهم حتى باءنزال اسلحة يمكن لها ان تساعدهم على ردع محاولات زحف المليشيات وقوات المخلوع. امام هكذا خذلان ، اجد نفسي محاصرا بفهم الموقف على هذا النحو: ان تعز تتعرض لحقد جميع الاطراف ، فالحوثيين يخوضون حربهم عليها انتقاما لدورها في ثورة سبتمبر مع عدم اغفال الجانب الطائفي . المخلوع ينتقم منها لانتفاضتها وقيادتها لثورة فبراير 2011 ، وقبلها حركة 15 اكتوبر 78 وغيرها من المحاولات في هذا الاتجاه . اما الرئيس هادي فيبدو انه لم يستطع تجاوز احداث 13 يناير 86 ووقوفها الى جانب جناح " ذو يزن" . وقد تكون دول التحالف وتحديدا دول الخليج وفي مقدمتها المملكة ، تنظر لها باعتبارها منطلق حركات اليسار ومايمكن ان تشكله من تهديد للانظمة العائلية ، ومصدر قلق فيما لو فكروا بضمها لمجلس التعاون الخليجي، مالم يكن هناك اسباب لانعلمها ، منها تلك المرتبطة بطبيعة ومضمون العمليات العسكرية ، وما هو خارج حساباتنا !.