- في مثل هذا اليوم من عامٍ مضى , دخلت جحافل "التتار" الميليشية الحوثية عاصمة اليمن واليمنيين –صنعاء- بمؤازرة وتشجيع وتحفيز الرئيس السابق , وبتواطؤ مقصود من وزير الدفاع السابق أيضاً ! .. وبسبب غباء وبلادة أحزاب وشخصيات قيادية وسياسية .. ثم ..وبصمتٍ دال على الرضى لدى عشرات الآلاف من ضباط وصف ضباط وجنود بمعسكرات ومناطق ومؤسسات ونقاط عسكرية وأمنية .. كانت منتشرة بكل موضع قدم بالعاصمة , ليحضر في نفوسهم وجيوبهم عند اقتحام أبناء عمومتهم للعاصمة .. كل شيء .. كل شيء .. إلا اليمن , وموقفهم هذا يذكرنا بقول الطيب الذكر البردوني : "هذه كلها بلادي وفيها ,, كل شيء إلا أنا وبلادي" - و.. مشاركةً مني لمن يسمون أنفسهم "أنصار الله" احتفالاتهم الصاخبة ومنجزاتهم العظيمة - كما يرونها هم – خلال عامٍ واحد من (ثويرتهم) .. أود أن أدلي بدلوي في ذكر بعض منجزاتهم –كما يراها أمثالي- !! - ولن أتحدث هنا عن قيامهم بإحراق أجمل مدن اليمن وبنهب المعسكرات والمؤسسات الأمنية , ومنظمات مدنية ودولية .. كون جوهر السيادة بمفهومهم إنما ينحصر بضرب عزلة خانقة على اليمن كل اليمن وهي سياسة موروثة من أسلافهم! - ولن أتحدث عن قيام الحوثيين بالإعتداءات على بعض قيادات الدولة واعتقال قيادات أخرى ..سياسية , وأكاديمية , وصحفية , وحزبية.. ولا عن قيامهم بتجنيد الأطفال وإضرام الحروب بكل محافظاتاليمن بما في ذلك محاصرة بعضها من أبسط مقومات الحياة .. - كذلك لن أتحدث هنا عن منع إصدار الصحف وحجب المواقع الإخبارية وإيقاف المؤسسات الإعلامية الغير موالية لهم .. ولا عن افتعال الحوثيين للأزمات الإقتصادية والتنموية والخدمية وإفقار الخزينة العامة وتجميد الأعمال التجارية والمهن الحرة والمتاجرة بمعاناة المواطنين جهاراً نهاراً لتظهر - السوق السوداء- بعلم ومتابعة وإشراف وحماية منهم .. خاصةً في المشتقات النفطية! وليصبح معظم سكان اليمن بدون غذاء ولا دواء ولا طاقة , ولتزداد معدلات الفقر والجهل والمرض والهجرة حتى ولو إلى جحيم آخر! ..فتصل إلى نسبة كارثية , ثم تباعاً لذلك ليدخلوا الشعب اليمني بنفقٍ مظلم , مملوءً أزمات ومشاكل وعلل , وليخسر اليمن بعامٍ واحد ما يعد الإلمام بسرد حجم الخسائر من عالم المستحيلات - حتى تنظيم "القاعدة" لن أتحدث عنه هنا , ويكفي أنه كان قبل ثويرة أيلول الأسود , يتواجد ببعض المحافظات وفي بعض الجبال والأماكن الوعرة , ويقوم بين آنٍ وآخر بمهاجمة بعض النقاط العسكرية والأمنية , ثم يتوارى خوفاً وخجلاً .. لكنه بفضل –أنصار الله- أصبح يتواجد بقلب معظم المحافظات ومدنها . متحكماً بشؤون بعضها .. مستقطباً آلاف الشباب بذريعة محاربة (الروافض)! - أقول .. لن أتحدث هنا عن مثل هذه (الموبقات) ولا عن غيرها كونها تحتاج لسرد مفصل , ولأنه قد يوجد غيري ممن هو الأقدر والأجدر والأعلم في الكتابة عنها! - ولذا.. فإن حديثي هنا سيقتصر على أمرين اثنين , أحدهما عن التعصب والآخر عما آلت إليه تعز بسبب ذلك وبكل إيجاز ممكن! - فلقد قام الحوثيون وبغباءٍ مفرط -إن أحسنا الظن- بهدم أروع القيم وقطع مجمل ما يجمع بين كل اليمنيين من أواصر نسب ووشائج قرابة وقواسم وطنية مشتركة! عبر استخدامهم للقوة –ليوقظوا بذلك التعصب والعصبيات الغير مألوفة , ولتعصف باليمن كل اليمن الأنواء والأعاصير من الداخل , والعواصف من الخارج ! .. وتستبد الغرائز وتشاع الفتن , وينتشر الفساد .. وتنعدم الثقة , ويحبس الود الذي ظل اليمنيون يتفاخرون فيه جيلاً بعد جيل , بل زرع الحوثيون الأشواك في كل محافظة ومنطقة وقرية وصلوا إليها ! ..لتظهر بظهورهم كل هذه العلل والدمار والخراب , مع أن إيماني المطلق بالله ثم بالحكمة اليمانية بشهادة سيد الخلق –صلى الله عليه وسلم- يعطيني جرعات أمل بأنه سوف تنتهي كل هذه المآسي والعلل وستعود اللحمة والحب والود بين أبناء الوطن اليمني الواحد – إن عاجلاً أو آجلاً –وهو ما يأمله أمثالي ! - وكان لتعز - محافظةً ومدينة- النصيب الأكبر من تلك الآفات والعلل .. ومن ذلك الخراب والدمار ! , تدميرٌ ممنهج لها حجراً وشجراً ..إتلاف متعمد وبحقد جلي للبنية التحتية وللمرافق الخدمية والصحية والتجارية , فتكٌ بالأرواح , حتى باتت بعض الجماجم البشرية تتناثر ببعض شوارع تعز أحياناً دون معرفة أصحابها ! ,, أجل .. باتت الحياة يطاردها الموت ليكون المصير مجرد جمجمة قد تكون مجهولة الهوية ! فما أرخص الحياة هذه !! وما أبشع المآسي التي باتت تحدث بمعظم شوارع وأزقة تعز.. إنها صفحة سوداء ووصمة عارٍ في جبين كل متسببٍ لها أياً كان .. من داخل تعز ومن خارجها ! - أقول هذا بكل حزنٍ وألمٍ ومرارة .. وبعد مشاهدتي لبعض مما قمتُ بسرده آنفاً على الطبيعة عند زيارتي لتعز قبل أسابيع مضت .. وليقتصر حديثي عليها دون غيرها لهذا السبب !! - تُرى .. ماهي أهم أسباب حصول تعز على النصيب الأكبر من التعصب ضدها والآفات والعلل , ومن حجم ذلك الخراب والدمار ؟ - هل السبب هو انطلاق ثورة الشباب عام 2011م لأول مرة منها . فكان لا بد من معاقبتها ؟! - هل السبب هو حرص الرئيس السابق ومن معه من قيادات مدنية ومشيخية وعسكرية وأمنية -خاصة التي لاتزال هي القابضة على تعز- ليكون حرصهم عليها خوفاً من خسارتهم لها , حتى لا يخسروا تباعاً لخسارتها الهيمنة والنفوذ والاستحواذ والمصالح الضيقة ؟! - هل السبب يرجع إلى حجم أنصار الرئيس السابق والمنتمين لحزبه .. وممن ربطوا بقاءهم ببقائه ومصيرهم بمصيره , وأقدارهم بقدره .. بما فيهم بعض وجاهات ومشايخ وبعض كبار مسؤولي نظامه من أبناء المحافظة نفسها ؟! - هل السبب وجود تباينات بين بعض قيادات المقاومة بتعز كما قيل , مما ينعكس سلباً على أداء أفرادهاعلى الأرض , ويؤدي إلى عدم وضوح بعض توجهاتها وأهدافها قيادةً وأفراداً -احياناً- ..؟! - هل السبب عدم تواجد معظم من يديرون حروب اليمن عامةً وحرب تعز خاصة .. داخل الوطن .. ممن يتواجدون مع أسرهم العزيزة عليهم خارج اليمن , خاصة من بعض القيادات الحزبية والمكونات السياسية التي أصيب بها اليمن بمقتل ؟! ليكون خذلانهم لانشغالهم بذواتهم من أسباب ما يحدث باليمن عامة وبتعز خاصة ؟!! - لقد قال لي سياسي عربي كبير يعرف تعز جيداً – وعبر تواصلنا المعتاد- لماذا يحدث بتعز ما يحدث .. مضيفاً .. ان مديرية واحدة من مديرياتها قادرة لوحدها على الصمود أمام الأطفال الوافدين لنشر التعصب والكراهية ؟! مما دفعنيكلامه للتساؤل مع الذات عما بات يحدث بتعز من كرٍ وفر .. تقدم فتأخر ..سيطرة فخسارة .. نجاح ففشل .. إنكسار فثبات , إحتفالات سرعان ما تتحول إلى مآتم ! فما الذي بات يحدث بتعز بحق ؟! - مع أن هذا التساؤل المشروع لايقللمنالدورالرائدالذيتقومبهالمقاومةبتعزوتخوضمعاركهادفاعاًعنالبقاءوعنالمثلوالقيمومواجهةالظلمبكلصورهواشكاله..امأنالسببهووجودغموضوشكوكوارتيابوتوجهاتواهدافمريبةغيرمعلنةلبعضدولالتحالفتجاهتعز؟!ممايؤديالىبعضالتساؤلوالترددوصولاًالىالغموضفيأداءالمقاومةاحيانا؟خاصةوانماباتيلاحظهالجميعوفيمقدمتهمتعزانهكلمااشتدقصفالتحالفعلىالعاصمةصنعاءكلمااشتدقصفالمليشياتوقواتالرئيسالسابقعلىتعزوهوماتكررغيرمرةوماتكررحدوثهيومامسالاولالسبتحيثحدثتمجزرةبشعةوسقطعشراتالشهداءومئاتالجرحىمنالابرياءبسببقصفعشوائيطالتقذائفهمراكزوأسواقتجاريةوكلحيومنزلليقضيابناءمدينةسكانتعزيومدمويمرعبوبعدليلةواحدةذاقفيهاسكانمدينةصنعاءليلةمرعبةبسببقصفجوي.. معانهبصعبانلميستحيلانتستغنيصنعاء..عن تعز .. والعكس صحيح أيضاً !! إضافةً إلى محاصرة تعز من أبسط ضرورات الحياة ولا يزال ؟ ثم كيف نفسر عدم استهداف طيران التحالف للمواقع التي يتم منها قصف الأحياء السكنية على مدار الساعة بتعز إلا ماندر ؟! - قد تكون كل الأسباب المذكورة هنا من أهم أسباب حصول تعز على النصيب الأكبرمن التعصب والآفات والعلل ومن الخراب والدمار ! وربما لأسباب أخرى عديدة .. - إلا أن هناك سبب إضافي .. حتى ولو وجد بكل المحافظات والمدن التي غزاها الحوثيون .. إلا أنه ولأسباب معروفة لدى بعضنا , وجد وظهر بتعز وبصورة أوضح وأعمق .. إنه التعصب المقيت .. ! وللتأكيد على هذا الإدعاء .. على سبيل المثال وليس الحصر فإن الحوثيين خاضوا حروبهم العبثية والشرسة ببعض المحافظات الجنوبية ولا يزالون يخوضونها بمأرب والبيضاء والجوف وإب ومحافظات أخرى لكنهم -خاصة المتحوثون منهم – لا يظهرون حقدهم وغضبهم إلا على تعز .. ولا يلعنون ويتوعدون إلا أبناء تعز .. وهو ما حدث غير مرة لكاتب هذه "الدردشة" ! - ومن يدري , فقد تكون من اهم أسباب مضاعفة الحقد على تعز .. هو عدم قدرة مقاومتها على الحسم وهو ما يجب أن تعيه المقاومة جيداً ! - أجل .. التعصب المقيت هو الذي ظهر بتعز بصورة أوضح وأعمق وهو الذي يولد العنف كما هو معروف , ليمارس الخراب والدمار والعبث .. كونه بمثابة شجرة خبيثة .. تتغذى بالكراهية وتثمر الخوف في النفوس والعقول والأبدان , وينطلق بجوهره من حب الإنتقام الذي هو بمثابة سم زعاف والذي ينطلق هو الآخر من منطلقات فكرية ومذهبية وسياسية وحزبية , مما يؤدي ذلك كله إلى الكراهية والتي هي بمجملها إرتدادٌ على الذات ونفي للآخر !! ثم وهو الأهم .. يؤدي التعصب المقيت إلى فقدان ما كان يجمع بين أبناء المدينة الواحدة والوطن الواحد .. بجانب فقدان قيم العدالة بوجهٍ خاص .. بما تمثل من توحد وتماسك وقوام للمجتمع ! - وهذا هو ما بات يحدث بصورة أوضح وأشد وأعمق في تعز , ثم ما يحدث أيضاً بمأرب والجوف وإب وغيرها - ولا يزال –وما قد حدث بعدن وبغيرها من المحافظات التي تحررت ولو جزئياً !! .. إذ لا هدف حقيقي وواضح ومقنع ولا أسباب وجيهة من قيام ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق باستخدام القوة المفرطة ضد بعض المحافظات والمدن اليمنية عدا التعصب المقيت بالدرجة الأولى .. وصولاً إلى إحياء صراع مذهبي ومناطقي غير معهود ! - وأخشى أقول بكل مرارة وألم أن هذا الصراع بات يُدار ويعلن عن ذاته في يمن اليوم !! - مع أن الأهم والأخطر مما حدث ولا يزال يحدث ببعض محافظات ومدن اليمن , لم يعد يقتصر على ظهور مثل هذه الآفات والعلل , ولا على من قد مات وما قد تم تدميره , وإنما أيضاً بالآثار النفسية والصدامات العنيفة وبما بات يعتمل في القلوب من حقد وكراهية .. والتي هي أشد فتكاً وتدميراً في النفوس والعقول ! - ورغم حجم معاناة الناس من هذه المصاعب والمصائب والعلل والفتن والتي بات يعاني منها كل يمني في كل محافظة ومدينة دون استثناء -عدا من هم وراء إثارتها ممن يترزقون منها- رغم هذا كله فإن الحوثيين والرئيس السابق ممثلاً بإعلامهم الذي لم يعد يتواجد على الساحة اليمنية غيره , وعبر انصارهم وحوارييهم –مستمرون بنشر الأكاذيب والتضليل الإعلامي حول انتصاراتهم التي هي بمعظمها وهمية .. بل مستمرون بالكذب حتى على أنفسهم بما يسمونه ب: (الصمود الأسطوري ) ! - مع أن الصمود محصور بمن يعانون الأمرين ممن لا يملكون القدرة على إظهار التذمر ولإنعدام الخيارات أمامهم - ليت شعري .. أي صمود أسطوري هذا , وآية الله الحوثي محشورٌ بجرف لا يرى منه شمساً ولا ظلاً ! والرئيس السابق بات يموت كل يومٍ .. بل كل ساعة ؟! .. فرحم الله صدام حسين –رغم كل اخطائه وتجاوزاته- وأين الثرى من الثريا ؟! - وكنت سأزيد .. لكنني اكتشفت فجأة أن في فمي ماء !! - أما قبل : - هذه هي بعض منجزات "ثويرة" أيلول الأسود التي رأيتُ مشاركتي بها لمن يسمون ب، أنصار الله .. مستغلاً صدور قرار مما يسمى باللجنة الثورية بتحديد يوم 21سبتمبر من كل عام إجازة رسمية .. رغم أن كل موظفي الدولة وغيرهم هم في إجازة إجبارية منذ عام مضى .. ورغم يقيني ويقين من أصدر القرار باستحالة تكرار إجازة هذا اليوم مستقبلاً !! - "وماذا (بصنعاء) من المضحكات .. ولكنه ضحكٌ كالبكاء " مع الإعتذار الجم لشاعر العرب الأول. صنعاء 21سبتمبر 2015م [email protected]