تعز المحافظة التي اشتهر ابنائها بحب العمل والتعلم والتجارة والمثابرة على ما احبوا، فرض عليها الاضطهاد عقودا كثيرة ابتداء من 1918م حين حل الأماميون محل العثمانيون في مختلف المناطق الساحلية والجنوبية ومنها محافظة تعز وحولها الإماميون الى منطقة جباية ارهقوا ابنائها بالزكوات المتعددةو ظل ابنائها يقاومون هذه التعسفات كما ونصب الاماميون من ضعفاء النفوس من ابناء تلك المناطق من يساعدهم على مضايقة المواطنين بتلك الزكوات والتي حملت مسميات عدة مما دفع ابناء تلك المناطق الى الهجرة طلبا للرزق اكان في افريقيا ابتداء، او دول الخليج العربي لاحقا وهناك كان العلم مطلبهم مصاحبا للعمل وبسط ابناء شمال الشمال ايديهم على مفاصل السلطات العسكرية والامنية وكلياتها مما جعلهم يعتقدون بأحقيتهم وريادتهم في هذه الدولة وخصوصا بعد الردة الوطنية في اغسطس 1968 وانتكاسة ثورة 26/سبتمبر 1961 وسارت الامور على هذا المنوال وتخرج اجيال من المتعلمين والتجار من ابناء تعز في مشارق الارض ومغاربها. وجاءت الوحدة اليمنية على اثر انهيارات منظومة القطبين الدوليين كون جنوباليمن كانت منضوية تحت لواء المعسكر الشرقي واتضح ان الكثيرين من المحسوبين على محافظة عدن تحديدا هم من اصول تعزية سواء بالسلك المدني او الأمني او العسكري وكان من المتوقع ان تضمحل في ظل الوحدة التمايزات المناطقية التي عان منها ابناء تعز كثيرا وخصوصا في ظل حكم الجمهورية العربية اليمنية وتحديدا في ظل حكم علي عبدالله صالح الذي كان يحمل احقادا ليس فقط ضد ابناء تعز بل ايضا ضد كل انسان مثقفا ثقافة وطنية وعصرية كونه شخص غير متعلم وقد وصل الى السلطة في ظل ظروف مشتبهة وغير سوية. في ظل هكذا اوضاع ذهب ابناء تعز والمثقفون منهم على وجه الخصوص الى التطلع الى دولة مدنية دولة المؤسسات، دولة النظام والقانون باعتبارها جامعا مشتركا لكل اليمنيين على اختلاف ثقافتهم ومناطقهم الا ان الاستبداد والاستعلاء الذي تمسك به نظام علي عبدالله صالح متمترسا بالقوة العسكرية والعصبية المناطقية التي غذاها خلا فترة حكمه الطويل قد اقنع الحالمين بدولة مدنية باستحالة الوصول اليها عبر اساليب التعبير السلمي والعمل النضالي العصري وواجهوا العديد من اشكال القمع والاقصاء والاذلال بمختلف توجهاتهم الأيدولوجية والسياسة والثقافية وتولد لدى الجميع شعور بالإحباط ودافع قوي للبحث عن شكل من اشكال التغيير. وجاءت ثورة فبراير 2011 حلما راود الكثيرين من اليمنين الذين ظلوا يعيشون خارج العصر بفعل النظام المتخلف الذي قاده علي عبدالله صالح وعصابات الفساد التي جمعها حوله فانخرط ابناء تعز بالثورة اليمنية الحديثة على مختلف مشاربهم واعمارهم ومستوياتهم التعليمية وشكل ابناء تعز الرافد البشري الكبير لهذه الثورة وكان ذلك ما اوغر صدر الحاكم المستبد علي عبدالله صالح على ابناء تعز وبسبب التعثرات التي واجهتها ثورة 2011 وما حدث بدول الاقليم الشرق اوسطي وخصوصا بجمهورية مصر العربية واقصد تحديدا الانقلاب الذي حدث بمصر كل هذا اغرى الطاغية الحاكم السابق وعصابة حكمه الفاسد باستنساخ التجربة المصرية وبداء النظام السابق يعد العدة لعودته الى الحكم ووأد حلم اليمنين عموما وابناء تعز على وجه الخصوص بقيام دولة مدنية طالما ناضلوا وحلموا بها ومع اكتمال اركان الانقلاب الذي قاده المخلوع علي عبدالله صالح شعر الحالمون بدولة مدنية بالصدمة وبداء الاستعداد لمرحلة جديدة من النضال فتهيئ الجميع وفي مقدمتهم ابناء تعز للتصدي لهذا المشروع الرجعي الاستبدادي والذي طبع هذه المرة بطابع طائفي مذهبي ومناطقي فزاد من استفزاز ابناء مناطق المذهب الاخر وخصوصا تعز لما لها من خصوصية نضالية وثقافية ومذهبية ايضا في تزعمها حتى للمذهب وبدأت مختلف شرائح المجتمع بتعز ينظمون الى التصدي للانقلاب وانخرط الكثيرون منهم ممن لم يفكروا في يوم ما بحمل السلاح ومواجهة هذا المشروع المتعجرف والمتمنطق بقوة السلاح متوهما انه سيرهب ابناء الحالمة تعز بفعله الارعن ذاك الا ان الشعور بالمهانة والقهر قد دفع بالكثيرين الى حمل السلاح ومواجهة التحدي بالتحدي وخصوصا انهم يختزنون ماض سيئ لحكام شمال الشمال ولم تجدي حينها الثقافة والعلم لدى ابناء تعز للاستسلام الذي امله رأس الانقلاب المخلوع صالح الذي راهن على سلمية ابناء تعو.. ولهذا حمل الطبيب والمهندس والقاضي والشيخ والطالب الجامعي والثانوي بل والأنثى اسلحتهم على اكتافهم لمواجهة مشروع الاستعلاء الذي اظهره المخلوع علي صالح وزبانية فساده السابقون بل ومن تعصب معاه مناطقيا ومذهبيا فكان تحقيق شعار قدري دوما يد تبني غدا ويد تحمل مجد الوطني دافع لمختلف الشرائح في تعز لمجابهة استكبار صالح ومن حوله من الفاسدين والمتعصبين